حكمة في الطريق العلم كله طريق إلي العمل، والعمل كله طريق إلي الجزاء، والجزاء كله طريق إلي القسمة، والقسمة كلها طريق إلي الجفاء، والجفاء طريق إلي الحجاب. والمعرفة طريق إلي الوفاق، وهي الخفير، فمن سلك بها طريقا حمته فيه من الجواذب، فصحّ قصده وتحقق مبلغه. ومن فارقها في سلوك الطريق، صدر إلي احكام النفوس وتعلق بأماني الاطماع. حكمة في البرهان البرهان ايضاح وجوب الحجة وتثبيتها، والاستدلال علي ذلك بما لا يعترض عليه كسر الحجة من وجع. فايجاب الحجة وتثبيتها يستمدان من العلم، والبرهان علي ذلك يستمدّ من المعرفة. وآية ذلك ان البرهان لا تنحصر دلالته. فان انحصرت، فليس ببرهان، وهذه آيته. وايجاب الحجة ينتهي إلي مقرّ من العلم ليس له خروج عنه. فان خرج، فارق العلم، وان فارق العلم، فارق الايجاب. ذكر الله اكبر يعود علي البلي علمي عتابا وجهلي كله روحا نعيما تعالي الله رب العرش ربي الها واحدا صمدا عظيما سيرحم ذلتي حيا وميتا ويرحم رمّتي ميتا رميما حكمة الحمد الحمد عن الشكر: وهو عموم، وعن رؤية العجز عن الشكر: وهو خصوص، وعلي السراء والضراء: وهو اخص، وعلي رؤية حسن اختيار الحق: وهو اخص، وعلي تعرف الحق وهو اخص، ولوجه الحق تعالي، لا لسبب به ولا لسبب منه: وهو اخص. وهو مبلغ علوم الحامدين، واليه ينتهي خاصها. ولا يصح هذا الحمد من عالم به، وانما يصبح من واجد به، فاذا وجده، شهده. فاذا شهده، انطقه الاستشهاد، فامتحي اثره من قصد النطق، وامتحي بمحو القصد اثر الميل. فاذا امتحي اثر الميل، كان الحمد لوجه الحق تعالي. فاذا اخلص الحمد لوجه الحق تعالي، اسفر هذا الحمد عن لسان القيومية. فاذا نطقت المعارف به، افردت، فلم يوحش: وجمعتّ، فلم يقسّم. حكمة نطق المعارف المعارف تنطق، كل معرفة بلسانها في الموارد. وتنطق المعارف جمعا بلسان واحد في المصادر. لان المعارف طرق إلي المصادر. ولكل طريق مسلك هو المورد. فالمعارف تنتهي إلي المصادر بطرق مختلفة. فاذا وصلت اليها، دعت فيها إلي طريق واحد. واذا دعت المعارف إلي طريق واحد، لم يدع من بعد إلي طرق شتي. ودعاء المعارف لا يستجيب له العارفون حتي يشهدوا الحق تعالي في التعريف. فاذا شهدوه في التعريف، اجاب كل واحد من حيث اشهد. فلا حكم لدعوة داع إلي الله الا بالله. حكمة في الصبر ومطاياه الصبر مطية المداومة، والمداومة مطية القوة، والقوة مطية العزم، والعزم مطية السعي، والسعي مطية العمل، والعمل مطية البلوغ. والمطايا كلها مطايا الصبر، لا تُركب الا به، ولا يُنزل عنها الا بفقده. حكمة في العمود العلم عمود الدين، والمعرفة عمود العلم، والاخلاص عمود المعرفة، والرضا عمود الاخلاص، والاشهاد عمود الرضا، والتمكين عمود الاشهاد، والطمأنينة عمود التمكين، والجهل عمود الطمأنينة: فمن لم يجهل لم يطمئن، ومن لم يطمئن لم يتمكن، ومن لم يتمكن لم يشهد، ومن لم يشهد لم يرض، ومن لم يرض لم يخلص، ومن لم يخلص لم يعرف، ومن لم يعرف لم يعلم، ومن لم يعلم ذهب به الضلال. ولذكر الله اكبر الحق واضحة سبيله والمرء يشبه خليله والعرف يهدي اهله والعلم يهديه دليله «حكم ومواقف النفري « تحقيق الاب بولس اليسوعي بيروت 1973 دار الشرق- النفري متصوف عاش في مصر بالقرن الثالث الهجري