عزيزتي ماما نعم. لك مني التحية وهذا الخطاب وبعد.. انتشر عقوق الأبناء هذه الأيام وهو آفة العصر.. عن نفسي اصبت بعقوق ابنة منذ طفولتها فقد ولدت عاقة.. إذا اردت ان تلبسيها ثوبا رفضته رغم جماله وارتدت غيره رغم انه أقل من الاخر لمجرد العقوق!! الكارثة انها لا تعلم انها عاقة ولكن الله يعاقب العاق في الدنيا والاخرة فالعقوق ليس ذنبا ولكنه خلق وعصيان متعمد بشكل هيستيري وعقوقها من نوع شرير وبدون تفكير حتي لو اشرت عليها بأمر ينتفع به فالعقوق يعمي بصرها وبصيرتها ويجعلها ترفض وقد حاولت كثيرا معها ولكنها كمن فقد القدرة علي التمييز بين العقوق والاستماع للرأي الاخر حتي أصبح العقوق عندها جزءاً من شخصيتها وربما لو لم تقم بفعل عاق لما استطاعت ان تنام. والذي حدث ان هذا العقوق اثر علي مسيرتها رغم الفكر الفياض الذي حباها الله به إلا ان العقوق «سواء مع أمها أو الاخرين» اعمي بصيرتها وجعلها تعتقد ان عقلها وحكمتها تفوق حكومة الانبياء والرسل وظلت من اسوأ الي اسوأ سواء في حياتها الخاصة أو العامة فقد صم العقوق اذنيها وعقلها وقلبها حتي أصبحت كالصنم المصنوع بعناية ليقف وحده ولا حياة لأحد بجانبه لا صديق يصدقها ولا شاغل يشغلها.. حتي عملها تقوم به روتينيا فقط لتحصل علي مرتب مثل الاخرين ولكن ليس هناك هدف من العمل ولا طموح في التغيير «محلك سر» ولا تعرف ان هذا ينحت في شخصيتها ويضيق من افقها ويجعل عالمها يضيق حتي يصبح قابعا في حقيبة يد مركونة في دولاب مغلق صدأت اقفاله فأصبح لا يفتح وينتظر الزمن ليتحطم بما فيه والغريب ان كل من حولها متفرجون وهي شديدة السعادة لانهم لا يواجهونها بما أصبحت عليه رغم طموحها في بدايتها وقدراتها التي حطمتها بنفسها. والعقوق هو الذي أوصلها لهذا وليس عقوق الوالدين فقط فقد مات الأب محسورا عليها لعدم انجابها لانها أصبحت لعبة في يد غيرها يحركها كيف يشاء. تركت نفسها لشخص واحد وأوقفت عقوقها علي من يمكنهم ان يصلحوا مسيرتها وهذا هو العقوق القاتل!! انها سوف لا تصل الي الإفاقة إلا بعد ان تصبح في معزل عن كل من حولها إما بالمرض العقلي أو بوفاة كل من حولها ممن كانت تستطيع ان تأنس اليهم ولكن غرورها الذي أوصلها الي العقوق لن يعفيها من ان تمسك بيديها حياتها الباقية فإن العقوق الذي التف حولها كالاخطبوط وتركت نفسها له سوف يوصلها إما إلي الجنون أو اعتزال الناس وهذا عقوق اخر ربما اوصلها الي الجنون واعتقد ان هذا سوف يحدث لان الجنون ليس هو فقدان العقل بالهيجان ولكن الجنون ان يثق الانسان بنفسه وبكل اخطائه حتي يصبح في معزل بهذه النفس وهذا جنون اخر. وكلما اردت ان اعاود احتضانها قرأت رسائلها فأصاب باحباط يبعدني اكثر فاتركها لهذا العقوق الشاذ. وصلت رسالتك يا سيدتي وها أنا انشرها وأنا معك في خندق واحد فقد انتشر العقوق حتي أصبح آفة العصر ولو عاوزة تتفرجي اقرئي الرسائل علي تليفوني المحمول ترين العقوق والغرور إلي حد الانتحار.