ليست صدفة أن تقوم بعض السفارات الأجنبية في مصر بإغلاق أبوابها أو وقف التأشيرات أو تحذير رعاياها المقيمين أو القادمين لمصر. طبيعي ان تعلن ان ذلك يعود إلي تخوفات من هجمات إرهابية ضدها. وإذا كان من حق تلك الدول ان تفعل ما تشاء ويتعلق بأمنها وحماية رعاياها فان هذا الحق لا يمكن ان يكون دون إبداء أسباب منطقية لوزارة الخارجية المصرية. لقد جاءت تلك الإجراءات في توقيت بالغ الحساسية بالنسبة للسياحة القادمة لمصر ليس خلال الفترة الحالية ولكن للعام القادم كله حيث يتم الآن وضع البرامج وخطط الدعاية السياحية للموسم السياحي القادم. كما جاء الإجراء رغم كل إجراءات الأمن والحماية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية والاحساس المتزايد لدي كل المصريين والمقيمين بأن هناك مزيدا من الأمن والاستقرار يتحقق يوما بعد يوم. ومن هنا تأتي الحيرة والتي تؤكد ان هناك بالفعل مؤامرات تحاك ضد مصر وشعبها ولابد من التعامل معها بحزم. اعتقد انه من الضروري ان يتم استدعاء سفراء تلك الدول لابلاغهم برفض مصر لتلك الحملات المغرضة والتي تهدف للتشويش والتشكيك في قدرتنا علي حفظ الأمن والاستقرار في بلادنا واحاطتهم علما بان مصر لن تقف مكتوفة الأيدي لأنها هي التي تدفع في النهاية ثمن هذا التخبط الغربي في فهم الأحداث وتداعياتها. غير إنني في نفس الوقت اطالب الأجهزة الأمنية بعدم الانسياق وراء هذه الحملات الغربية من خلال تكثيف الإجراءات الأمنية وتحويل منطقة جاردن سيتي والمناطق التي توجد بها السفارات إلي ترسانة من المدرعات أو الدبابات وغيرها من المعدات الأمنية. أن المزيد من وضع رجال الأمن لابد أن يتم بأسلوب حديث من خلال التوسع في الحماية غير المكشوفة أو المنظورة حيث يمكن الاستعانة برجال الأمن الذين يرتدون الزي المدني وتقليل أعداد المعدات الأمنية وإزالة الكتل الخرسانية التي توحي كلها بعكس ما يراد منها. زيادة أعداد المدرعات والدبابات والقوات رسائل خاطئة توحي بالفعل ان هناك حالة من عدم الاستقرار والأمان.