وباختصار شديد أصبحنا نمتلك العقول المستنيرة التي تستطيع أن تفرق بين الوطنيين والخونة والعملاء وتجار الكلام وبهلونات الفكر والمطبلتية وخلافه الي الأغبياء الذين يتسابقون علي إسقاط الدولة المصرية.. إلي من يتهمون القضاء المصري النزيه بالتلاعب في الحكم علي الرئيس الأسبق مبارك بالبراءة.. إلي من يقتلون أبناء مصر من الشباب والجيش والشرطة.. إلي الفشلة الذين لا دور لهم في المجتمع إلا الكلام والتسخين وادعاء الوطنية والزعامة.. إلي كل خائن شارك أو يشارك في تنفيذ المخططات الخارجية لتحويل مصر إلي سوريا أو عراق.. إلي تجار الفكر وبعض مقدمي برامج التوك شو المسمومة والمدعومة.. حان وقت الفهم.. وأعتقد ان الذين يفهمون يمتلكون مواصفات لا تنطبق عليكم.. سأتحدث في البداية عن الذين علقوا علي حكم القضاء في محكمة القرن وأسألهم هل قرأتم حيثيات البراءة أم هي لغة البغبغانات التي اعتدتم عليها عندما كنتم تضحكون علي الشعب بالشعارات الرنانة والمفاهيم المسمومة.. ما أريد أن أعرفه أنا وغيري من أبناء الشعب.. من أين جئتم بكل هذا الحقد والغل والسواد لمصر وشعبها.. وماذا تريدون.. هل حالة الاستقرار التي بدأت تعيشها الدولة في هذه المرحلة ليست علي هواكم.. أم ان حنفية الدولارات بدأت تجف ولذلك تحاولون أن تثبتوا لأسيادكم أنكم مازلتم تنفذون المخططات لتحصلوا علي المزيد من الدولارات رغم قناعتي بأن مبارك ما كان يجب أن يحاكم في قضية قتل المتظاهرين لأنه لم يحرض علي القتل.. ورغم قناعتي أيضا ان الرئيس الأسبق ونظامه فشلوا في إدارة البلاد خلال السنوات الأخيرة من حكم النظام ونتج عنه ما نعاني منه حاليا من فقر وجهل ومرض وقلة أخلاق إلا انني أري ان قضية القرن وضعت النقاط فوق الحروف وكشفت للكفيف قبل «التفتيح» من هم قتلة أبناء مصر من ثوار ورجال جيش وشرطة. استفذني أحد الوجوه الكريهة التي حمدنا الله كثيرا علي اختفائها من المشهد السياسي بعد فشله في كل شيء عندما حاول أن يورط الدولة المصرية في إعادة مبارك إلي القفص في نفس القضية ضاربا بأحكام القضاء عرض الحائط المدعو «فلان الفلاني» أحد أبرز مدعين الزعامة يحاول جاهداً أن يجد له دوراً علي الساحة هذه الأيام بعد أن انكشف أمره وتبين للجميع انه الحليف الاستراتيجي الأول للجماعة الإرهابية.. أقول لك ولأمثالك: أنتم لا يحق لكم أن تتكلموا باسم الشعب ولو تحدثت فتحدث عن اتباعك فقط والذين لا يصل عددهم اليوم إلي عدد أصابع الأيدي.. وأقول لك ولأمثالك: إن الشعب فهم المؤامرة جيدا.. وعندما نزلنا إلي الشوارع في 30 يونيو كان هدفنا إسقاط الإخوان والخونة وأنتم تعرفونهم جيداً.. لا مجال للمهاترات والمظاهرات والاضرابات من جديد.. الدولة عادت قوية.. والقانون هو الحاكم في كل شيء. كنت أتمني أن يخرج علينا العقلاء ليطالبوا بإغلاق صفحة الماضي لأننا أصبحنا في مصر الجديدة التي تسعي للوصول إلي تأسيس دولة مدنية ديمقراطية يحكمها القانون وليس البلطجية.. الجيش المصري يخوض حربا شرسة مع أعداء الوطن الذين استوطنوا في سيناء في عهد الجماعة الإرهابية.. والشرطة المصرية تحارب بقايا الإرهابيين في الداخل.. والإعلام المصري فقد اتزانه وبدأت حرب الردح والشتائم واستضافة الوجوه الكريهة علي شاشات الفضائيات من جديد.. علي الجميع أن يدرك أننا في أخطر مراحل تفكيك المؤامرة وأن كل إنسان يشعر أنه يفتقد الوطنية عليه أن يلتزم الصمت ويترك الساحة للذين يحبون الوطن.. لأننا وباختصار شديد أصبحنا نمتلك العقول المستنيرة التي تستطيع أن تفرق بين الوطنيين والخونة والعملاء وتجار الكلام وبهلونات الفكر والمطبلتية وخلافه. رسالة إلي شعب مصر العظيم.. الانتخابات البرلمانية علي الأبواب.. ودورنا جميع أن نعاقب كل من أفسد الحياة وخان الوطن وتاجر بالدين في الصندوق الكلمة لنا.. والوطن لنا.. والحرية لنا.. والسجن للخونة وتحيا مصر.