النجاح القائم علي الاخلاص للانتماء الوطني لا يمكن أن يكون مبررا للقبول بما يمكن أن ينفثه الجهلة والحاقدون والموتورون. في هذا الاطار فإن عظمة وايجابية أي إنسان تقاس بما يمكن أن يحققه فيما يُسند إليه من مسئوليات. لا يجب الأخذ بأي حكم ظالم علي هذا الإنسان من جانب محترفي التجاوز في تقدير القيمة والامكانات معتمدين في هذيانهم علي ما قد كان لهذا الإنسان من دور في العمل العام في فترة من الفترات. إن مثل هذه الشخصيات التي تحظي بالاحترام والبعيدة كل البعد عن شبهة أي تلوث يمس سمعتها وسلوكياتها في الأداء الوطني تستحق أن نصفها بأنها نموذج فريد لما يحتاجه هذا الوطن لمرحلة التأسيس الذي يمهد للانطلاق إلي آفاق الازدهار والتقدم. للاستعانة بهذه النوعيات التي تزخر بها التربة المصرية العريقة الولادة تحتاج لعملية اكتشافها والسعي للاستفادة بها إلي التجرد والحس الوطني الذي لا يعرف ولا يؤمن سوي بالصالح الوطني. هذا الذي أقوله ينطبق علي القرار الذي اتخذه الرئيس عبدالفتاح السيسي مشكورا باختيار صاحبة الخبرة الدبلوماسية والهمة في اثراء علاقات مصر الاقتصادية علي المستوي الدولي.. إنها السفيرة فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الاقتصادي السابقة لعدة سنوات التي اتسمت شخصيتها بكل معايير الشجاعة والنجاح. ولأنني عرفت هذا المثال المشرف لهذه الشخصية المصرية عن قرب لعدة سنوات متابعة وتعاملا.. فإنني أحسست بالشفقة والأسي لهذا التدني الذي أبداه بعض الذين لا يقدرون ولا يدركون معني الوطنية والتفاني في العمل الوطني العام باللجوء إلي «خزعبلات» التواصل الاجتماعي التي تخضع وللأسف لسوء الاستخدام. رغم هذا فقد كان لشبكة التواصل الاجتماعي الفضل في استقبالي لهذا الخبر السعيد بتعيين فايزة أبوالنجا في هذا المنصب الجليل أثناء تواجدي في لندن. إنها والحق يقال جديرة وقادرة علي تحمل هذه المسئولية من واقع ما عُرف عنها من انتماء وبذل وعطاء عندما كانت تتولي مسئولية وزارة التعاون الاقتصادي لعدة سنوات. لقد كانت لها بصماتها المتميزة علي كثير من جوانب هذه المسئولية. أذكر في هذا المجال استثمارها لعلاقاتها واتصالاتها في الحصول علي العديد من المنح المالية التي تقدر بمئات الملايين من الدولارات لتمويل العديد من المشروعات التنموية والخدمية.. يضاف إلي ذلك الجهد الذي بذلته في الترويج للمشاركات الدولية في إزالة ألغام الساحل الشمالي التي تقف عقبة أمام تنمية هذه المنطقة الشاسعة من أرض مصر. من ناحية أخري فإنه لا يمكن نسيان الموقف الوطني الذي اتخذته بعد ثورة 25 يناير لفضح وكشف عمليات تمويل ما يسمي بمنظمات المجتمع المدني الأجنبية وما كانت تمارسه من أنشطة غير مشروعة ضد الأمن القومي المصري. هذه الأمثلة من الأداء الوطني تعد تشريفا لسجل مصرية هذه السيدة. لقد سبق لي أن بهرتني خلال فترة توليها وزارة التعاون الاقتصادي وهو الأمر الذي جعلني أصفها في أحد مقالاتي بأن الجهود التي تبذلها تساوي ما يمكن أن يبذله عشرات الرجال.