لم يعد يجدي الكلام التقليدي. لن يشفي الغليل مقولة: »عاش الهلال مع الصليب« وحدها ولن تنفع جملة »عنصري الأمة« أو الوحدة الوطنية. فالمؤكد أن هناك شيئا ما أصاب البنيان ووجد اليوم موطئ قدم ينعق من خلاله. كانت حادثة بشعة بكل المقاييس، لم تتوجه لأهلنا من الأقباط، بقدر ما وجهت لكل مواطن شريف في هذا الوطن سواء كان مسلما أم مسيحيا. اختاروا التوقيت والمكان وخططوا وحققوا المراد، باختطاف فرحة العام الجديد من أفواه أطفال وسيدات ورجال ذهبوا للصلاة آمنين. هل من الممكن أن يكون مسلما من وقف وراء مثل هذه الجريمة؟! وأرد علي السؤال بسؤال، وهل الاسلام دين يدعو الي القتل، والغدر والخسة وقتل الأبرياء؟ بالتأكيد لا.. فالإسلام دين الرحمة والسلام والمودة، دين يعترف بكل الأديان السماوية. من حق إخواننا من الأقباط أن يحزنوا، ومن حقنا كمسلمين أن نحزن معهم فالمصاب، ليس مصابهم وحدهم، بل هو مصاب أمة يراد بها سوء فمن فعل هذه الفعلة الشنعاء لا يمكن أن يكون مسلما مهما تمسح بعبارات دينية جوفاء. قد تكون البداية في اقتراح انشاء بيت العائلة المصرية ليضم عقلاء الأمة من مسلمين وأقباط، وتكون مهمتها إزالة أسباب الاحتقان أولا بأول، واغلاق الباب علي المزايدين، وتجار الدين من الجانبين. أخي القبطي مصابك هو مصابي، وهمك هو همي، فلا تجعل المصاب ينسيك عدوك الحقيقي.. لأنه هو أيضا عدوي.