حسن قلابظ يفحص أحد الأحجار الكريمة ورشة صغيرة لا تتعدي مساحتها ال 20 مترا أركانها عتيقة وأدواتها قديمة وقد تكون بدائية، تقع داخل احد ازقة شارع المعز، يجلس بداخلها رجل متوسط العمر منكب علي منضدة عالية يفترش عليها احجار نادرة بمختلف الاشكال والالوان والاحجام يرتدي نظارة سميكة ممسكا ب «انفونية « ملصق عليها قطعة من الفضة ويقوم بتطعيمها بالاحجار الثمينة.. هو حسن عبد الحميد 48 سنة اوكما يناديه زبائنه من الجنسيات المختلفة ب « حسن قلابظ « سعد كثيرا بزيارتنا له في عالمه الصغير الذي يقضي اغلب يومه بداخله دون ملل او احساس بالارهاق «قلابظ» احترف المهنه منذ 35 عاما والتي تعلمها من اخيه الاكبر، وعشقه للاحجار لم يتوقف فقط علي تركيبها، بل امتد إلي محاولة في التطوير والابداع لتصنيع اشكال جديدة من الاحجار التي انفرد بها دون باقي افراد المهنة، استمراره في العمل ليس متعلقا بتواجده داخل ورشته فقط لكنه يستمر معه داخل منزله وهو ما جعل عشقه للاحجار ينتقل بالتبعية لابنته ذات ال 18 عاما والتي تقوم بمساعدته في تركيب بعض الاحجار في محاولة منها لاكتساب خبرة المهنة ومساعدة ابيها في انجاز القطع المطلوبة في اقل وقت ممكن وبسؤاله عن انواع الاحجار الموجودة امامه، فقال ان هناك احجارا لا حصر لها واشهرها «الفيروز» وهو من الاحجار الجبليه والذي يوجد اطنان منها في صحراء سيناء المهملة، حجر «المرجان» المستخرج من البحر، حجر «يسر بلدي» هو حجر نباتي يستخدم في صناعة السبح، بالاضافة إلي اغلي انواع الاحجار وهي «الكهرمان» و»الالماس» والتي يتم استخراجها من الصحراء، ويروي تاريخ المهنة قائلا ان اول من احترفوا هذه المهنة هم «الارمن» الذين تكتموا علي اسرار المهنة كي يظلوا محتكرينها ولكن بمرور الوقت انتقلت إلي الحرفيين المصريين واصبحت من اشهر الحرف اليدوية التي لا يستطيع العمل بها غير المتمكن جيدا من تقدير وتقييم الاحجار التي يتعامل معها، وقد عبر «حسن» عن حزنه علي تدهور المهنه وتهديدها بالاندثار، نتيجه اغراق الاسواق المصرية بالمشغولات المطعمة القادمة من الهند والصين والتي اغلبها مصنعة آليا، والتي جذبت الزبون اليها بسبب رخص ثمنها مقارنة بالمصنعة يدويا، فضلا عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها مصر بعد قيام ثورة يناير وإلي الان فقد اثرت بصورة سلبية علي المهنة، وانخفض إنتاجهم بنسبة 50%، علي الرغم من مطالبات الحكومة لهم المتلاحقة بتسديد الضرائب والتأمينات المستحقة عليهم وهو ما اثار غضبهم الشديد وحالوا التقدم بالعديد من الشكاوي ولم يكن هناك اي استجابة من قبل المسئولين لذلك فهو يطالب الحكومة بالالتفات إلي اصحاب الصناعات اليدوية التي قاربت علي الاندثار ومحاولة ايجاد حلول واقعية لهم تساعدهم علي تحمل عناء المعيشة.