من أخطر ما يصيب المجتمعات هو أن يسئ صاحب السلطة استخدامها.. وهو ما حذر منه الرئيس حسني مبارك في خطابه أمام المؤتمر السابع للحزب الوطني.. وكان أحد تكليفاته إلي الحكومة والحزب والهيئة البرلمانية لمجلسي الشعب والشوري.. أول ما تبادر إلي ذهني وأنا استمع إلي الخطاب أنه تحذير موجه للمحليات والتي قال د. زكريا عزمي عنها يوما أن الفساد فيها قد وصل إلي الركب وخاصة أن هناك تكليفا للحكومة بتطبيق اللامركزية والتوسع في شبكات الضمان الاجتماعي والحفاظ علي حقوق المواطنين وهي أنشطة تلعب فيها المجالس المحلية وأجهزة المحافظات دورا أساسيا وهي القادرة علي انجاح مشروعات اللامركزية وقيام المحافظات بدورها في التنمية والتشغيل والارتفاع بمستوي الخدمة المقدمة للمواطن وتحسين المرافق وغيرها. ولكن أعتقد ان لإساءة استخدام السلطة مفهوما أوسع من ذلك بكثير فالتشدد في استخدام السلطة مثل التهاون في استخدامها مثل الفساد في استخدامها كل هذا يندرج تحت بند اساءة استخدام السلطة.. أما تحديد نوع السلطة فكل إنسان أو مواطن في موقعه له سلطة وعليه سلطة الأب في بيته له سلطة علي أبنائه وفي عمله عليه سلطة من رؤسائه.. سواء كان طبيبا أو مهندسا أو معلما أو ضابطا.. أو وزيرا أو محافظا.. وفي رأيي أنه يجب ان يقوم الخبراء والباحثون في مختلف مراكز البحوث الاجتماعية بوضع هذا المصطلح في بؤرة اهتمامهم لتحديد مفهوم السلطة وما مهامها وكيفية انجازها. ما الحدود وما الواجبات التي يجب ان يقوم بها صاحب السلطة وكيف.. وماذا يعني اساءة استخدام هذه السلطة، وما العقوبات التي يواجهها كل إنسان يسئ استخدام سلطته؟ تحية إكبار واعتزاز واحترام للمخابرات المصرية التي استطاعت أن تكشف ثلاث شبكات للتجسس من إسرائيل.. الحقيقة أن هذه الانتصارات لضباط المخابرات العامة اعادت لنا كل ذلك التاريخ الرائع لأبطال مصر أعادت قصص جمعة الشوان ورأفت الهجان والحفار وروائع صالح مرسي وتمنيت ان يكون هناك صالح مرسي آخر يستطيع ان يحول هذا الانتصار الرائع إلي عمل درامي يعيش معنا ويكون نبراسا للأجيال القادمة مرة أخري ألف مبروك لمصر انجاز ابطال مصر.