الشرطة الأمريكية تستخدم العنف فى مواجهة المتظاهرين تحولت مدينة فيرجسون بولاية ميزوري الأمريكية إلي ساحة حرب بعد اندلاع احتجاجات بسبب مقتل الشاب الأسود مايكل براون 18عاما برصاص ضابط شرطة ابيض.. واصطفت المدرعات والمركبات العسكرية في الشوارع الرئيسية للمدينة وملأت قنابل الغاز والدخان الهواء.. ووجه 53 رجل شرطة بملابس مموهة - هم قوام ادارة شرطة فيرجسون - فوهات بنادقهم «ام 16» المتطورة إلي جميع المواطنين العاديين رغم ان هؤلاء الشرطيين اقسموا علي حماية هؤلاء المواطنين وخدمتهم.. وعززت ولاية ميزوري شرطة فيرجسون بقوات اضافية. وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان رد الشرطة بهذا العنف تسبب في صدمة للولايات المتحدة بأسرها.. وأشارت الصحيفة إلي ان التوتر المتصاعد في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 21 ألف شخص بين ادارة الشرطة ومعظم افرادها من البيض من ناحية، والأمريكيين من اصول افريقية الذين يمثلون اغلبية من ناحية اخري، هو الجزء المحوري في الأزمة. كما يعد التسليح المفرط للشرطة وتزويدها بمعدات عسكرية احد أبعاد القصة التي ادت إلي تداعيات وطنية خطيرة. وأعلن حاكم ولاية ميزوري حالة الطوارئ وفرض حظر تجوال في فيرجسون من منتصف الليل إلي الخامسة صباحا بعد ان اشتدت موجة الاحتجاجات. الشرطة المحلية والفيدرالية في الولاياتالمتحدة مجهزة بمدرعات ومدفعية وآليات حربية اخري.. وأوضح موقع «سي بي سي نيوز» ان التسليح المفرط للشرطة في الولاياتالمتحدة ليس فقط مكلفا بل له تداعيات دموية. وقال تيم لينش مدير برنامج العدالة الجنائية في معهد كاتو بواشنطن: «اعتقد ان التسليح المفرط اصبح اليوم احد التحديات التي تواجه نظام الشرطة في امريكا». وأضاف: «اصبح افراد الشرطة المدججون بالسلاح يتعاملون بشكل عادي بينما يحاولون تخويف المحتجين». وتساءل باول سولدرا في مقال نشره موقع «بيزنس انسيدر» لماذا يحتاج افراد الشرطة إلي المعدات التي يستخدمها المارينز في افغانستان؟ هل يريدون اظهار صورة المحتل؟ لكن متي كان هذا ممكنا علي التراب الوطني. وتدعم الحكومة الأمريكية نهج زيادة تسليح الشرطة خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر.. وأصبح للشرطة فعليا تفويضاً بلا حدود للحصول علي أسلحة من ترسانة الجيش الأمريكي بموجب برنامج خاص.. بالاضافة إلي الاستفادة من منح تمويلية بمليارات الدولارات توفرها وزارتا العدل والأمن الداخلي يمكن استخدامها لشراء أسلحة ومعدات عسكرية. وقالت كارا دانسكي كبير مستشاري مركز «اكلو» للعدالة ان نظام تسليح الشرطة اصبح خارج السيطرة كما انه يفتقر إلي الرقابة. وجاء في تقرير اعده للمركز - استغرق عاما كاملا - ان من بين 800 عملية شرطية - قام المركزبدراستها - ما يقرب من 80% كانت عمليات عادية لسلطات تنفيذ القانون مثل مداهمة منازل لمشتبه بهم أو تمشيط مناطق مجاورة، بينما كان هناك فقط 7% من بينها لعمليات طوارئ حقيقية مثل هدم تحصينات أو تحرير رهائن. وجاء في تقرير «اكلو» ان «تسليح الشرطة بمعدات عسكرية يشجع الضباط علي تبني عقلية المحارب ويعتقد ان الأشخاص الذين من المفترض أن يقوموا بخدمتهم هم اعداء». وأعتقلت الشرطة عدة اشخاص كانوا قد اخترقوا حظر التجوال بينهم صحفيان من واشنطن بوست وهافنجتون بوست، فيما اصيب شاب برصاص الشرطة، وهو في حالة خطيرة. وأعتبرت دانسكي الوضع في فيرجسون كارثيا.. واضافت: «ليكن هذا نداء صحوة لأمريكا.. الشرطة هنا لحمايتنا وخدمتنا وليست لشن حرب ضد مناطقنا». لكن مايك روجر عضو مجلس النواب رفض في برنامج «فيس زي ناشن» الذي يقدمه بوب شيفر علي «سي بي اس» ما نقله الأخير عن خبراء بأن التسليح المبالغ فيه للشرطة قد يكون ضرره اكثر من نفعه.. وقال روجر: «من الضروري ان تفرط في استخدام القوة عندما يكون هدفك الأول هو اخماد المشكلة.. لكن يبدو ان افراد الشرطة تسرعوا قليلا في استخدام القوة ضد المحتجين في فيرجسون». وفي المقابل، قال وزير العدل اريك هولدر انه «في الوقت الذي يتحتم فيه السعي نحو بناء الثقة بين وكالات انفاذ القانون والمجتمعات المحلية، اعرب عن قلقي بشأن المعدات والمركبات العسكرية التي تبعث برسائل متضاربة».. واتفق معه في هذا الشأن السيناتور اليزابيث وارين وسيناتور كينتاكي راند باول الذي طالب بنزع أسلحة الشرطة القاتلة في مقال له بمجلة تايم.