إن الدلالة الوحيدة لهذا الخبر الذي نشرته صحيفة »ها آرتس« الإسرائيلية يوم الخميس الماضي.. تلك الدلالة الوحيدة تشير إلي أنه »إما أن يكون الإسرائيليون عبطا أو أن الإسرائيليين يستعبطون« وذلك كما يقول المثل الشعبي المصري الدارج والذائع بيننا! وبالاضافة إلي أننا جميعا، من الخليج إلي المحيط، وفيما وراء هذا المحيط، وذاك الخليج، نعلم جيدا أن الإسرائيليين هم آخر من يوصفون بالعبط بين سائر شعوب وأجناس الأرض - بالإضافة إلي ذلك، فإن كون الإذاعة الإسرائيلية قد أذاعت بدورها هذا الخبر الخطير.. في مثل هذه الاحوال والمواقف، يتحتم علينا أن نتأهب، ونحذر من عملية عسكرية إسرائيلية جديدة، أغلب الظن أنها ستكون تكرارا لعملية »الرصاص المصبوب« التي شنتها القوات الإسرائيلية منذ عامين وبلا هوادة، علي قطاع غزة المنكوب.. منكوب من الداخل بحكامه ومن الخارج باعدائه. أما عن هذا الخبر الذي نعنيه فيقول: »أن هناك مخاوف أمنية متزايدة لدي سلطات الأمن الإسرائيلية من احتمال إقدام حماس علي استهداف قطارات الركاب الإسرائيلية العاملة علي الخط الحديدي الجديد والممتد من بئر سبع الي تل أبيب مستخدمين في ذلك القذائف الصاروخية! هكذا، وبمنتهي السذاجة، توجه السلطات الإسرائيلية الانتباه إلي هدف استراتيجي يمكن للمقاومة الفلسطينية مهاجمته! واغلب الظن ان لم يكن من المؤكد ان المسئولين الامنيين الاسرائيليون يتمنون قيام المقاومة الفلسطينية بالاقدام علي هذا الهجوم الذي سيقدم ذريعة قوية لاسرائيل لنسف جهود التسوية السلمية، والضغوط الدولية في هذا الصدد والتي ستتحول فورا - أعني الضغوط الدولية - إلي تعاطف مع سلطات الاحتلال، وذلك في ذات الوقت الذي ستكون فيه القوات الاسرائيلية جاهزة ومستعدة في انتظار اقدام الفلسطينيين علي هذه المغامرة! وفي دفاع اسرائيل »الشرعي« عن هذا الهجوم علي »الابرياء من المدنيين« يقوم جيش الدفاع الاسرائيلي بتكرار عملية »الرصاص المصبوب« علي قطاع غزة لاعادة الاوضاع هناك - كل الاوضاع - الي »المربع رقم واحد«، وتستمر اسرائيل في نشاطها المحموم لبناء المزيد من »المستوطنات«.. معذرة اقصد المستعمرات!!