حالة من الحزن واﻻرق والرغبة في البكاء انتابتني فجأة ﻻ اعرف لها سببا، فتشت في حياتي اليومية وعجزت عن الوصول ﻻية نتيجة، قفزت من السرير مغادرا حجرة النوم الي الشرفة المطلة علي نهر طريق اﻻسكندرية الزراعي اتأمل اسراب السيارات المندفعة علي الطريق في سباق محموم، يأخذني المشهد بعيدا عن اﻻرق الذي قض مضجعي وسرق من عيني النوم، سيل من اﻻسئلة يجري في رأسي..لماذا يتسابق هؤﻻء والي اي هدف يسعون؟ الي الموت ام اﻻنتحار، واي غاية تلك التي تساوي المخاطرة بالنفس والمال معا.. السباق المجنون ﻻ يخلو ابدا من المخاطرة والرعونة التي تجعل حياة الجميع علي المحك، صافرات النقل الثقيل تشق سكون الليل الذي دخل ثلثه اﻻخير..سائق ميكروباص ينحرف به الي الجانب الترابي ويرتد فجأة الي وسط الطريق ليتخطي سيارة ملاكي هجم عليها سائق النقل وافزع قائدها بصافرته المدوية، يبحث قائد الملاكي عن طريقة للنجاة ويحاول اﻻبتعاد اﻻ ان الميكروباص يسد عليه الجانب اﻻيمن فيرتد مسرعا ناحية النقل فيصاب سائقها بالغضب لتأتي المرحلة اﻻخيرة والمؤسفة لسباق الموت..تختل عجلات القيادة في ايدي الجميع بعدما يأتي قائد دراجة بخارية اعمي البصيرة وينحشر بين المتسابقين المخبولين ليضطرب المشهد وتتصادم السيارات وتسيل الدماء علي اسفلت الطريق. تتوقف الحركة تماما ويبادر المارة بالتجمع ونقل الجرحي الي جانب الطريق وتغطية جثث الموتي بأوراق الصحف، ثم يتغير المشهد الي جدل بين من يلوم سائقي النقل ومن يلقي باللوم علي قائدي الملاكي واﻻجرة ومن يتهم الحكومة باﻻهمال ورجال المرور بالنوم في العسل. اغادر الشرفة الي السرير لعلي انجو من اﻻرق ولكن هيهات هيهات. فشيطان القلق فرد شوكة جناحيه بين فكي واصر علي البقاء. اسمع من بعيد صوت مؤذني الفجر في المساجد ينادون قبيل دقائق من رفع اﻻذان.. الصلاة يا مؤمنين الصلاة.. الصلاة خير من النوم انتفض من فراشي واقفا واتوضأ ثم ادخل في الصلاة واعود للسرير فأخلد للنوم سريعا..سبحان الله العظيم من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له..اتذكر اياما كنت اصحو فيها علي صوت اﻻذان في الفجر وﻻ اقوم للصلاة..انه من عمل الشيطان الذي اخبر عنه النبي الكريم..حيث قال في حديث شريف يعقد الشيطان علي رأس احدكم كل ليلة ثلاث عقدات ويقول نم فعليك ليل طويل فإذا استيقظ العبد وذكر الله انحلت عقدة واذا قام فتوضأ انحلت الثانية واذا صلي انحلت الثالثة.. صدقت يارسول الله..اﻻن ادركت معني قولك لبلال بن رباح: أرحنا بها لبلال...