لاشك ان القمة التي انعقدت امس بالخرطوم،سوف يكون لها التأثير القوي في حفظ الامن والاستقرار بالسودان، ايا كانت نتائج استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان يناير المقبل.. القمة التي ضمت الرئيس حسني مبارك وقائد الثورة الليبية معمر القذافي والرئيس السوداني عمر البشير، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وبمشاركة سيلفا كير نائب الرئيس السوداني ورئيس حكومة الجنوب، تمثل اهمية كبيرة في ظل الظروف التاريخية الراهنة بالسودان.. فهذه الدولة الشقيقة تعد امنا قوميا مباشرا لكل من مصر وليبيا.. بالاضافة الي أهمية الاستقرار بالسودان، سواء قرر شعب الجنوب في الاستفتاء الابقاء علي خيار الوحدة بين السودانيين شمالا وجنوبا، او قرر الانفصال وأصبح الجنوب دولة مستقلة عن الشمال. فالقضية لم تعد الآن في الوحدة او الانفصال، بقدر ما هي بعد الاستفتاد في دولة ذات اعراق وديانات وقبائل وقضايا متداخلة تعد مثار نزاع بين السودانيين فالاستفتاء اقترب ولم يعد عليه سوي ايام قليلة والمقرر في 9 يناير القادم، ومازالت هناك قضايا عالقة مثل الحدود ومنطقة ابيي والمواطنة وتقسيم عائدات النفط.. ومن الاهمية الآن الاتفاق بين شريكي الحكم في السودان شماله وجنوبه علي هذه القضايا حتي لاتكون سببا في احداث عنف بعد الاستفتاء ومدعاة لتدخلات اقليمية ودولية في الشأن السوداني. وتعكس القمة الحرص المصري والليبي علي تأمين علاقات قوية بين الشمال والجنوب ايا كانت نتائج الاستفتاء حتي يتمكن الشعب السوداني من الانطلاق نحو تحقيق التقدم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدهم العربي الكبير.