هذا المشهد الأكثر من رائع المهيب الذي شاهدناه وشاهده العالم أجمع علي أرض الكنانة، رسالة واضحة وضوح الشمس لكل الدول التي أرادت النيل من مصر وثورتها، المشهد منذ بداية اليوم وحلف المشير السيسي لليمين الدستورية وحتي حفل تنصيب السيسي مشهد يليق بالحضارة المصرية العريقة علي مر التاريخ.. مشهد يؤكد علي بدء العمل الوطني الجاد للوصول بمصر إلي بر الأمان.. شاهدت الفرحة في القلوب قبل العيون، فرحة لاتخفي علي أحد يستحقها شعب عاني علي أكثر من ثلاث سنوات وتحمل خلالها ما لم يتحمله في سنوات طويلة، وتكلل جهوده في التغيير بأن يهب لنا الله رجلين أكدا أن مصر الأخلاق لاتنضب، مصر الطيبة بها الكثير والكثير من الكفاءات والرجال الذين يجود بهم الزمن علي هذه الأرض الطاهرة، المشير عبد الفتاح السيسي والمستشار عدلي منصور، وهما مثالان للعديد ممن تمتلئ بهم مصر وآن الآوان لظهورهم والمشاركة في إعادة بناء الدولة علي أسس سليمة. لقد صبر الشعب المصري طويلاً منتظراً أن يظهر بمصر وفي مصر رجال أوفياء يشعرون يما يعاني منه الشعب المصري، كل دقيقة منذ بدء حفل أداء حلف اليمين بالمحكمة الدستورية العليا ومشاهدة القامات القضائية من رجال مصر الشرفاء التي كانت تريد جماعة الإخوان ومن والاهم النيل منهم وتشويه صورتهم، ومروراً بحفل التنصيب الذي حضره القادة العرب والأفارقة ليؤكد علي الوحدة والقومية العربية والأفريقية، وحتي الخطاب الذي ألقاه المشير السيسي علي الشعب المصري، كل مشهد يحتاج للتوقف والحديث عنه، ولكني سأتوقف عند الخطاب الطويل الذي فاجأنا به المشير السيسي، والذي وضع فيه الأسس للدولة المصرية الحديثة، ورؤية شاملة لخريطة مصر المستقبلية، عبر فيه بصدق عن آمال وطموحات الشعب المصري، وتناول من خلاله كل المشكلات التي نعاني منها مثل الفقر والبطالة، خطاب شامل وصادق تحدث فيه عن التحديات التي تواجهنا داخلياً وخارجياً، خطاب لم يعدنا فيه بالجنة المرتقبة ولكنه وعدنا بمرحلة مستقبلية نستطيع خلالها تحدي الصعاب بالعمل الجماعي لنري مصر أفضل خلال الأربع سنوات القادمة، خطاب أكد علي المواطنة، وحق جميع الفئات والطوائف في العيش معاً علي أرض الكنانة، المواطنة تلك الكلمة التي افتقدناها لسنوات طوال وكدنا أن نحترق بدونها ونتفرق خلال عام حكم الإخوان، هذا الخطاب نداء لكل الكفاءات المصرية الوطنية للخروج بمصر من أزماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكداً علي الأخلاق لتحقيق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة السياسية، فمصر الإرادة تستحق ذلك. لقد دقت ساعة العمل الوطني. - تكريم الرئيس السابق عدلي منصور بمنحه قلادة النيل كان رغبة شعبية جارفة لرجل أحبه المصريون ولم يختلفوا، لرجل تحمل بأخلاق المواطن المصري الأصيل مرحلة من أصعب المراحل للخروج بمصر من أزمتها إلي بر الأمان. - هناك مشهدان لا استطيع تجاوزهما يعبران عن عودة الأخلاق الحميدة التي كادت تختفي في خضم محاولة تفتيت الدولة والتفرقة بين عناصرها وفئاتها خلال السنوات الماضية، وهما مشهد تراجع المشير السيي قبل خروجه من المحكمة الدستورية العليا عقب أدائه لليمين ليفسح الطريق للمستشار عدلي منصور ليتقدم الصفوف، وليرفض المستشار عدلي منصور قائلاً له « أنت الرئيس الآن «، ومشهد خروج المشير السيسي خلال حفل التنصيب بقصر القبة لتوديع المستشار عدلي منصور حتي فتح باب السيارة وتلويحه له. - توقيع وثيقة تسليم وتسلم السلطة بين الرئيسين المشير عبد الفتاح السيسي والمستشار عدلي منصور، وتسليم المستشار منصور نسخة من الدستور للمشير السيسي، لحظة تاريخية فارقة لم تحدث في مصر أو أي دولة من قبل، ورسالة للعالم أجمع أن مصر الحضارة والأخلاق في الطريق لاسترداد مكانتها، وأعتقد أن هذا المشهد غير المسبوق ستقلدنا وتتعلم منه دول كثيرة. - الأمير القطري يرسل برقية تهنئة إلي المشير السيسي، والسفير القطري يحضر حفل التنصيب وحلف اليمين، وقناة الجزيرة مباشر في الوقت نفسه تتحدث عن الإنقلاب والشرعية..! تنقل مايحدث في مصر علي الهواء في نصف الشاشة وفي النصف الآخر فيديوهات أرشيفية عن مظاهرات الإخوان..! ماهذه الهستريا، يامثبت العقل والدين يارب.، وحسناً فعلت مصر برفض دعوة قطر وتركيا وتونس لحفل تنصيب السيسي، فمن يعادينا ويرسل المليارات من الدولارات لتفكيك الدولة لامكان له بيننا. وأخيراً.. تفحصت وجه المشير السيسي طوال اليوم، حاولت قراءة تعبيراته وخطوطه، لاحظت رغم وجود الفرحة والبهجة في العيون والقلوب، كم كان هو هادئاً ومهموماً، كل ملامح وجهه كانت تعبر عن ذلك، لقد جاء بمطلب شعبي جارف وانصياع كامل لإرادة المصريين الذين حملوه العبور بمخاطر المرحلة والمشكلات الداخلية والخارجية وهي كثير ومتراكمة، أعانه الله وأعاننا جميعاً بالعمل الجماعي الجاد لعودة مصر أم الدنيا ولتصبح قد الدنيا.