يحكي انه منذ ما يقرب من 5 آلاف عام احس الوزير «فتاح حتب» بضعف الشيخوخة وعدم القدرة علي العمل فبدأ في تعليم ابنه «الحكمة» ليحل محله فنصحه بالا يكون متكبرا بسبب معرفته لان نهاية العلم لايمكن الوصول اليها.. وطالبه بان يشاورالجاهل والعاقل لان الكلام الحسن تجده مع الجواري علي أحجار الطواحين. وواصل «فتاح» تعليم ابنه فقال له: اذا كنت قائدا تصدر الاوامر للجمع الغفير فاسع وراء كل كمال وكن صادقا لان الصدق قيمة خالدة وهو امام الضال كالطريق المستقيم.. ورغم ان الشر يكسب الثروة ولكن قوة الصدق في انه يمكث..والخطأ لم يقد مقترفه ابدا الي الشاطئ.. ونصحه «فتاح» بانه اذا وجد خطيبا امهر منه يثني له ذراعه ويحني له ظهره.. واذا تكلم هجرا يقاومه حتي يقول الناس عليه انه جاهل.. واذا كان شخصا حقيرا وليس ندا له فلا يغضب عليه لانه من القبح ان يضر انسان شخصا محتقرا.. واذا كنت ممن يقدم لهم الشكاوي فكن شفيقا حينما تسمع كلام المتظلم ولا تسئ معاملته الي ان يغسل بطنه ويقول ما قد جاء من اجله.. وهزرأسك فالمتظلم يحب ان يهز الانسان رأسه مع كلامه الي ان ينتهي ..ولا تتعامل معه بقسوة فالناس يقولون لاي سبب يفعل ذلك.. والكلام اصعب من اي حرفة والتزام الصمت احسن من ازهار تقتطف.. تكلم فقط اذا كنت تعلم بانك ستحل المعضلات. وعن أدب الحضور في حضرة الملك قال له: اذا جلست علي مائدة فخذ ما يقدم لك حينما يوضع امامك ولا تنظر الي ما هو موضوع امام جارك.. واذا حملت برسالة فكن امينا في تبليغها.. واذا قابلت رجلا ذائع الصيت فلا تحقد عليه بما تعرفه عنه سلفا وتجاهل ماضي وضاعته... واذا وقفت أو قعدت في البهو فانتظر بهدوء حتي يأتي دورك فلا يصل الانسان الي شئ بالذراع.. وكن حازما في حديثك وقل بوضوح ما تعرفه.. ولاتثق في الحظ والثروة اذا اصبحت عظيما بعد ان كنت صغيرالقدروصرت صاحب ثروة بعد ان كنت محتاجا..ولا تنسي كيف كان حالك في الزمن الماضي فانك لست باحسن من غيرك الفقراء.. واذا اردت ان يكون خلقك محمودا وان تحرر نفسك مما هو قبيح فاحذر «الشراهة» فانها مرض مملوء بالداء ولا يشفي وحزمة من كل انواع الشرور والصداقة معها مستحيلة لانها تجعل الصديق العذب مرا والرجل الذي يتبع طريقة حقة في سلوكه ويسير علي الصراط السوي يعيش طويلا ويكسب الغني والشره لايجد قبرا يدفن فيه لفقره. ويستكمل «فتاح» نعاليمه لابنه فيقول له: اذا كنت تبحث عن اخلاق من تريد مصاحبته فلا تسأله ولكن اقترب منه وكن معه منفردا وامتحن قلبه بالمحادثة فاذا افشي شيئا رآه اواتي امرا يجعلك تخجل له فعندئذ احذر حتي في ان تجاوبه.. واذا اردت ان تحافظ علي الصداقة في بيت تدخله فاحذر القرب من النساء فمن اجلهن ذهب الالاف الي الهلاك فان الرجال يصيرون مجانين باعضائهن المبهرجة والتي تصير بعد ذلك باهتة اللون مثل «حجر هرست».. وكن كريما مع اصدقائك فاذا اصابت المقربين مصيبة فان الاصدقاء هم الذين لايفتئون يقولون مرحبا..فعليك ان تستبقي ودهم لوقت السخط الذي يهدد الانسان.. ولا تكن ملحا الافي حقك.. ولا تطمع في مال اقاربك فان القليل الذي اختلس يولد العداوة.. واذا حرثت واعطاك الله الخير العميم فلا تشبعن فمك بجانب اقاربك.. واذا كنت رجلا ذا مكانة فأسس لنفسك بيتا واحبب زوجتك كما يجب لتكون سيدة قلبك واشرح قلبها فانها حقل مثمر.. وعليك ان تملأ بطنها وتستر ظهرها.. والعطورهي دواء اعضائها...وخصص وقتا للترويح عن نفسك وكن صبوح الوجه مادمت حيا.. هذا ما كان اجدادنا المصريون القدماء يعلمونه لأبنائهم اين نحن الآن من ذلك!