محيط: فسر د.سلمان بن فهد العودة "المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم" معنى الصداقة وذلك في برنامجه الحياة كلمة الذي يُبث في قناة MBC في يوم الجمعة من كل أسبوع حيث قال :" الصداقة من الصدق وهذا أفضل ما يُعبر به عن الصداقة فالصديق هو الذي يسرّه ما يسرك ويسوؤه ما يسوؤك وهو الذي يواسيك بنفسه وماله وليست العلاقة نفعية بحتة بين الأصدقاء. ويؤكد العودة، بحسب جريدة "المدينة" السعودية، أن الصداقة هي تعليل نابع انا أحبك وأصدقك فالصديق هو صورتك في هذه العلاقة التي قد تمتد إلى شهور أو سنين ، وقد تتطور الصداقة إلى مؤانسة بأن الصديق يأتي إلى صديقه ويتحدث معه مؤانسة وقد تتطور المؤانسة وتصبح شراكة فيصبح الصديق كأنه جزء من صديقه ، والصداقة الكاملة هي في القيم والأخلاق والفضائل بين الصديقين ، وقد ذكر لفظ الصداقة في القرآن الكريم في موضوعين بصريح العبارة وذلك في سورة النور حيث قال تعالى :" لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آَبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" فألحق الصديق بالأقرباء ، فإذا كانت الصداقة والخلة القريبة جدا تمنع حتى شهادة الصديق فلا تقبل ، وهذا فيه قدر من الصداقة المتناهية ، وقوله تعالى :" فما لنا من شافعين ولا صديق حميم" الصديق الحميم قال بعض المفسرين أنه افرد الصديق لأن الصديق نادر ، والأجمل من ذلك والأبعد لأنه يضع كثير ا من الشكوك أن الله أفرد الصديق لأن الصداقة تجعل الأصدقاء كالفرد الواحد ، والصديق يأتي في القرآن بألفاظ آخرى كالخليل والصاحب "الصاحب بالجنب" وأحيانا بمعنى الأخ فكثير من النصوص الدالة على الصداقة لا تجد فيها لفظ الصديق . ويُضيف د.العودة فيقول:" إن الخلة والصداقة المبنية على التقى باقية في الدنيا والآخرة ، ولابد ان تكون الصداقة علاقة روح بروح وقلب بقلب لأن الصداقة المؤقتة قد تنقلب إلى عداوة ، وخاصة أنه من الصعب على الإنسان أن يقطع صعوبات الحياة دون أن يكون معه صديق صدوق ،ولابد أن الصديق يتمتع بالصفاء ورحابة الصدر وسماحة النفس ،ولا بأس بمجاملة الناس وأنهم كلهم أصدقاؤه ويكون صفحة مفتوحة مع وجود شيء من الحذر حتى لا يُصدم ،وعلى الصديق أن يعتدل مع صديقه في الوعظ والعتاب وألا يبالغ الإنسان في المثاليات ، وعلى الصديق أن يبعث الأمل والتفاؤل ويُحيّ التطلع إلى المستقبل ويدعم صديقه ، فالأصدقاء ندخرهم ليكونوا عوناً لنا على صعوبات الحياة ، والصداقة هي نوع من العلاقة العامة فيما يتعلق من القرابة والأخوة فقد تجد بين اقرباء أو اشقاء صداقة قوية ، وفرق أن تكون العلاقة الزوجية علاقة فراش فحسب لكن لو ارتقت العلاقة وأصبحت علاقة صداقة بين الزوجين فهنا تكون العلاقة مستمرة على الدوام". ويُضيف موضحا رأيه في صداقات الأنترنت التي من اشهر المواقع المخصصة لها الفيس بوك فيقول:"أعتقد أن صداقات الأنترنت مبنية على سرعة التنقل فقد يتحدث مع شخص على أنه ذكر فإذا به أنثى وقد يتحدث مع شخص على أنه انسان عادي فإذا به شخص ذو طبيعة خاصة ، ولعل شباب السعودية بالذات يحبون أن يعبروا عن أنفسهم لذا هم أكثر حضورا في الأنترنت لكن المهم والأمر الثابت هو الحصول على صديق يُعتمد عليه ويتعامل معك بكل شفافية ووضوح ولا أن يعدل الصديق على سلوكيات صديقه كما يُقال " خذني كما أنا " وهناك حقوق على الصديق لصديقه منها : الصدق مع الصديق ، الوضوح في المعاملة ، المحافظة على حق الصداقة ، العفو عن الزلات والتكيف مع أخطاء الصديق وحملها على أحسن المحامل ".