رغم تعدد التحديات التي تواجهنا فإنني متفائل بأننا سنجتاز كل الأزمات ونخرج منتصرين بإذن الله مهما تحملنا من صعاب. تكليف المهندس ابراهيم محلب بتشكيل الوزارة الجديدة زاد من تفاؤلي لأنني مثل ملايين المصريين نكن له كل تقدير واحترام ونثق في قدراته إلي أبعد مدي لأن تاريخه يؤكد أنه رجل المهام الصعبة الذي يستطيع دائما أن يحقق أكبر الإنجازات في أسرع الأوقات. تاريخه في »المقاولون العرب« منذ بدأ مهندسا صغيرا ًحتي وصل عن جدارة لرئاسة مجلس إدارة هذا الكيان العملاق يؤكد ذلك.. الشهور السبعة التي قضاها وزيرا للإسكان نجح خلالها في خطف الأضواء من كل الوزراء بقراراته المدروسة وجولاته اليومية في مواقع العمل والانتاج وفي مواقع الكوارث والتفجيرات الإرهابية.. يعيد بناء ما تم تدميره في أيام أو أسابيع قليلة.. حتي أجمع الشعب علي أنه أكثر الوزراء نشاطا وجهدا فجاء اختياره لتشكيل الحكومة الجديدة استجابة لرغبة شعبية ستساهم بلاشك في دعم سياساته للخروج بمصر من عنق الزجاجة »المحشورة« فيه منذ أكثر من 3 سنوات. أهم ما استوقفني في كلمته أمس الأول حرصه علي توجيه التحية والشكر والتقدير لرئيس الوزراء السابق د. حازم الببلاوي وتأكيده أنه تعلم منه الكثير.. المسئول الذي يحترم ويقدر ويعترف بفضل من سبقه إلي منصبه لابد أن تثق به.. كان في استطاعته أن يتجاوز هذا الأمر ولا يشير للدكتور الببلاوي مكتفيا بالحديث عن المستقبل وحكومته الجديدة خاصة بعد حالة الغضب الشعبي من اخفاقات حكومة د. الببلاوي في التصدي لكثير من الملفات.. لكنه رفض أن يتضمن سؤالا وجه إليه في المؤتمر الصحفي يقول إن حكومة د. الببلاوي لم تنجح في حل بعض المشاكل وقال: »اعترض علي كلمة لم تنجح أنا بأكمل الذي بدأه د. الببلاوي«. ما استوقفني أيضا في كلمة رئيس الوزراء الجديد تأكيده أن استعادة الأمن والقضاء علي الإرهاب ستتصدر أولويات الحكومة لأنه بدون الأمن لا تنمية ولا استثمار ولا عودة للسياحة.. وكان موفقا جدا عندما قال أن شعارنا في المرحلة القادمة »ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين«.. هذه الآية من القرآن الكريم لها معني كبير لا بديل له أن الله سبحانه وتعالي يحفظ مصر ولهذا ستظل دائما آمنة من كل سوء إن شاء الله. ولنأتي الآن إلي السؤال المهم الذي نطرحه دائما مع أي تغيير وزاري.. ماذا نريد من الحكومة الجديدة ؟ لاشك أن أهم ما نريده من المهندس ابراهيم محلب أن يدقق في اختيار أعضاء حكومته من الوزراء التكنوقراط أصحاب الخبرات والكفاءات المشهود لهم بالنجاح وليبتعد تماما عن فكرة توزيع الحقائب الوزارية تبعا للانتماءات السياسية . وبمجرد أن تؤدي الوزارة الجديدة اليمين الدستورية فتكون مصارحة الشعب بحقيقة الوضع الاقتصادي هي عنوان كل تحرك للحكومة الجديدة ولابد أن يكون الحديث لأصحاب المطالب الفئوية بأسلوب هادئ متفهم لمشاكلهم وموضحا في نفس الوقت صعوبة الاستجابة لكل المطالب في وقت واحد لأن مواردنا محدودة ولا سبيل لتحقيق ما نصبو إليه إلا بزيادة الانتاج والصادرات وعودة الاستثمارات والسياحة إلي معدلاتها السابقة.. وهذا ما يجب أن يستوعبه كل مواطن حتي لا يسقط في فخ المؤامرات التي تحرك المظاهرات والاضرابات الفئوية والعمالية، كما حدث خلال الأيام الأخيرة بصورة تؤكد أنها عملية مدبرة لإظهار مصر في صورة الدولة الفاشلة غير القادرة علي تلبية احتياجات مواطنيها وتحقيق الأمن والاستقرار. في نفس الوقت الذي تطالب فيه الحكومة الشعب بالعمل والانتاج لابد أن تتحرك علي طريق مواز للاسراع بتحقيق العدالة الاجتماعية أحد أهم أهداف ثورتي 52 يناير و03 يونيو.. ولكي تتحقق هذه العدالة لابد من تصحيح خطأ حكومة د. الببلاوي عندما قررت تطبيق الحد الأدني للأجور علي العاملين بالحكومة فقط ففوجئ الملايين من العاملين في شركات قطاع الأعمال العام والخاص وأصحاب المعاشات بأنهم لن يستفيدوا من هذا القرار مما مهد الطريق لمن يريدون اشعال النار في البلد لاثارة العمال وحثهم علي تنظيم المظاهرات والاضرابات.. فليؤجل تطبيق الحد الأدني للأجور حتي يعود الأمن والاستقرار وتدور عجلة الانتاج وتتوافر الموارد التي تسمح بتطبيقه علي كل القطاعات. في نفس الوقت لابد من التصدي بشجاعة لقضية الدعم وخاصة دعم الطاقة.. ولابد من ترشيده علي مراحل تنتهي بنا إلي تحقيق الهدف منه بحيث لا يذهب إلا لمن يستحقه. المهندس ابراهيم محلب طلب عون ومساندة الشعب.. ولا أعتقد أن الشعب سيتأخر عن ذلك.. لن يضيرنا أن نربط الأحزمة علي البطون شهورا قليلة أخري حتي تنفرج الأزمة وننطلق لإعادة بناء مصر .