الوثائق السرية الأمريكية التي سربها موقع »ويكيليكس« لمؤسسة »جوليان أسانج« قلبت الدنيا ووضعت الولاياتالمتحدةالأمريكية في موقف حرج جدا. الغريب أن ملايين الوثائق التي نشرها الموقع لا تتضمن وثائق تتعلق بإسرائيل ومباحثاتها واتفاقياتها مع الولاياتالمتحدةالامريكية.. أو بمعني أدق أنا لم أقرأ وثيقة واحدة سواء علي الموقع أو في الصحف أو وكالات الأنباء ذكرت إسرائيل من قريب أو من بعيد. رغم أنه لا يوجد أحد في العالم يشك ولو للحظة أنه لا توجد آلاف بل ملايين الوثائق بين إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية سواء في الحرب علي العراق أو في أفغانستان التي استقال وزير ماليتها بعد فضيحة الوثائق التي ذكرت اسمه واسم كرزاي. في رأيي ان بعض الوثائق كانت في مصلحة مصر شعبيا وسياسيا مثل ما قالته مارجريت سكوبي سفيرة الولاياتالمتحدةالامريكية في مصر ان مصر حليف عنيد ومتمرد هو اشادة وليس عيبا. أيضا ردت الوثائق علي ما ذكره جورج بوش في مذكراته ان مصر أيدت حرب العراق وأوضحت الوثائق ان مصر حذرت من هذه الحرب. أيضا أظهرت الوثائق ان مصر شددت علي انها ستدخل مجال التسليح النووي اذا دخلته إيران وهذا موقف قوي للحفاظ علي الأمن القومي في مصر.. ولكن كلنا نعلم ان مصر حذرت وبشدة من وجود أسلحة نووية في اسرائيل وطالبت بحظر التسليح النووي بما فيه إسرائيل وأكدت علي ضرورة عقد مؤتمر دولي لهذا الموضوع ورغم كل ذلك لم اقرأ أو أري وثيقة سرية أمريكية بهذا الخصوص. الوثائق أظهرت حرب امريكا ضد فاروق حسني مرشح مصر لادارة اليونسكو بما لا يدع مجالا للشك ان الرجل خاض حرباً شعواء وفي رأيي أنه انتصر فيها ولكنها لم تذكر إسرائيل. تابعنا جميعا أصابع الاتهام توجه الي اسرائيل في عملية اغتيال رفيق الحريري وسرب الموقع وثائق تؤكد ان دانيال بالمار قاضي المحكمة الدولية المختصة بالتحقيق في اغتيال الحريري بعث برسالة في سبتمبر 8002 للسفيرة الأمريكية السابقة في لبنان ميشال سيسون يطلب مساعدة الولاياتالمتحدة ان تقوم اللجنة بالتنصت علي محادثات المتهمين. ونشرت أيضا ان حزب الله اللبناني اتهم المحكمة بأنها مسيسة وان الولاياتالمتحدةالأمريكية تدير أمر المحكمة وتشرف علي الاستجوابات وتتابع أدق التفاصيل وتستخدم المحكمة لاستهداف المقاومة اللبنانية. ورغم كل هذا الكلام الخطير لم نقرأ أي وثيقة عن الطرف الاسرائيلي أو دوره في كل هذه الاحداث رغم اتهام حسن نصر الله للموساد الاسرائيلي علنا بالتورط في اغتيال رفيق الحريري. الوثائق تكاد لا تترك بلدا لم تسرب عنه معلومات. ولكن يبقي السؤال.. أين اسرائيل في وثائق »ويكيليكس«؟! أعتقد انه سيظل بلا اجابة.