ثلاثة اماكن اشعر فيها بضألة الانسان.. وعظمة الله عز وجل.. اول تلك الاماكن "الكعبة" بشموخها في الحرم المكي.. وثانيها جبال جنوبسيناء بارتفاع احجارها واختلاف الوانها.. وثالثها " البحر" عندما تحيط بنا المياه داكنة الزرقة من كل مكان.. ولا نجد لنا سقفا الا السماء البعيدة والتي تكسوها ملايين النجوم بالليل.. لقد قضيت ستة ايام من عشرة في مياه البحر المتوسط مرافقا لاربع وحدات بحرية مصرية من احدث ما في الترسانة العالمية من القطع البحرية لتنفيذ تدريبات مشتركة مع اليونان شمال غرب جزيرة " كريت". جذبني في جزيرة "كريت " اللون الاخضر الذي يكسو سلسلتها الجبلية الممتدة من الشرق الي الغرب.. والمنتشرفي شوارعها.. وتشاهده علي الارض وفي اشجار البرتقال المثمرة دون ان يحاول اي شخص تشويهها أو قطف ثمارها.. كما جذبني في مدينة " خانيا" السياحية الحفاظ علي طابعها الاثري القديم.. وشوارعها الضيقة ومبانيها قليلة الارتفاع والتي تذكرني بمدينة "الاسكندرية " قبل ان نلوثها بالحوائط الاسمنتية المتلاصقة في شكل عمائر و ابراج. ليس هذا فقط ما اعجبني فيها فقد جذبتني النظافة وتوفير سلال للمهملات بكل مكان وفرض غرامة الف يورو علي من يلقي مخلفات حتي وان كان عقب سيجارة.. ومنع التدخين تماما في الاماكن المغلقة.. والتزام السيارات بالسرعة والتي تصل في بعض الشوارع الرئيسية الي 30 كيلو مترا.. واحترام اشارة المرور.. وعبور المشاه.. والحصول علي فاتورة لاي شئ تشتريه حتي وان كان من كشك السجائر.. وعدم احساسك برجال الشرطة رغم وجودهم.. وتوافر حمامات عمومية مجانية واسعة ونظيفة وبها عامل وعاملة لا يتوقفان لحظة عن نظافتها.. بالاضافة الي نشاط وحيوية وآدب كل من تقابلهم او يقدمون لك خدمة.. وقبل وبعد كل ذلك ان كل شخص في حاله لا ينظر الي ما في يد غيره لينتقده. طاهر قابيل [email protected]