إنها - فعلاً - قصة مثيرة.. مدهشة.. وملهمة أيضاً! أتحدث عن بداية أشهر موقع تواصل اجتماعي علي شبكة الإنترنت: الفيس بوك. ذلك الموقع الذي اكتسح بامتياز غيره من المواقع الاجتماعية وتسيد الموقف بين منافسيه. القصة أقرب إلي الخيال، لكنها حدثت! طالب جامعي متفوق، ومتفرد يدرس في أهم جامعات العالم: جامعة »هارفارد« .. يعيش قصة حب قوية تنتهي بالانفصال عن صديقته.. يتحطم قلبه، ويعيش مأساته بأقصي درجات الألم.. وفي محاولة لجمع أجزائه المبعثرة، ومشاعره المهزومة يفكر »مارك زوكر بيرج« في إطلاق موقع علي الإنترنت يتيح من خلاله لزملائه في جامعة هارفارد العريقة التواصل فيما بينهم. وحمل علي الموقع عشرات الصور والأسماء والأخبار والأحداث الداخلية لطلبة وطالبات الجامعة. ونجحت صفحة »مارك زوكر بيرج« كثيراً لدرجة أنها تسببت في تعطيل شبكة جامعة هارفارد! وعاقبته الجامعة بحرمانه من دخول الامتحانات لمدة ستة شهور! التقط زملاء أثرياء في الجامعة فكرة زوكر بيرج وربطوا سريعا بين الفكرة، وكيفية استغلالها في بيزنيس يحقق أرباحاً خيالية. لكن العبقري الصغير كان أوسع رؤية، وأعمق فكراً من أن يفرح بعدة آلاف تعرض عليه، وتصادر فكرته أو تحجمها. فقد كان طموحه أكبر من ذلك بكثير بعدما رأي بنفسه كم النجاح الذي فاق التوقعات لصفحته »FACE MASH« بين طلبة وطالبات هارفارد. عرض الفكرة علي صديقه »إدوارد سافيرن«، وجوهرها توسيع فكرة التواصل عبر الإنترنت. انبهر صديقه »ادوارد« بالفكرة، ووافق علي تمويلها بآلاف الدولارات. وخرجت الفكرة إلي النور، أو إلي الشبكة العنكبوتية الساحرة.. خرجت من دائرة جامعة هارفارد إلي جامعات أخري كثيرة، وشيئاً فشيئاً تحول إلي أكبر موقع عالمي للتواصل بين البشر، وفاقت شهرته ونجاحه أكبر المواقع التي سبقته إلي الإنترنت ومنها الموقع الشهير »MY SPACE« وتحول الطالب الصغير، المحطم القلب إلي أصغر وأشهر ملياردير في العالم. وصاحب الموقع الأشهر في التواصل الاجتماعي بين البشر. وبالمناسبة ألهم ذلك العبقري الصغير صناع السينما لينتجوا فيلماً يروي قصته الغريبة. وكما كان الموقع البيضة الذهب لصاحبه الشاب الصغير.. كان الفيلم أيضاً البيضة الذهب لمنتجيه فقد صرفوا علي الفيلم 05 مليون دولار وحققوا إيرادات 211 مليوناً! الفيلم اسمه »الشبكة الاجتماعية«، ومعروض الآن في دور السينما بمصر، من إخراج »ديفيد فينشر«.. صحيح من جاور السعيد يسعد!