بعد ان أكرمني الله بالوقوف بعرفة كانت النفرة الي المزدلفة ..كنت احد ملايين الحجاج الذين انتشروا في الصحراء لجمع الحصي الذي نستعد به لضرب ابليس في جمرة العقبة ..وخلال دقائق كنت قد انتهيت من جمع 70 من الحصوات الصغيرة وزدتهم 30 حتي اتشفي في ابليس اللعين .. جلست أتأمل مشهد الحجاج وقلت في نفسي انه بحسبة بسيطة واذا اعتبرنا ان عدد الحجاج هذا العام 5 ملايين فقط فان ابليس سوف يضرب ب 350 مليون حصوة .. وبعد ساعات قليلة كنت أشق طريقي وسط بحر متلاطم من الحجيج في طريقي لرمي الجمرات .. الازدحام يتكاثر فوق الجسر العملاق الذي شيدته المملكة العربية السعودية . الصوت الهادر يزداد ارتفاعا كلما اقتربت من الجمرة الصغري ثم الوسطي ثم الكبري الأبصار شاخصة والشرر يتطاير من عيون الراجمين.. .. ادوات الرجم تتخذ أحيانا أشكالا اخري غير الحصي حيث شاهدت حذاءً يلقي به أحد الحجاج وهو يلعن ويسب ابليس مع الحجاج بكل لغات الدنيا قلت في نفسي نعم ابليس يستحق لانه الشرير الذي يسوقنا الي الشر والأعمال السيئة.. يستحق الرجم لانه يوسوس لنا حتي نحيد عن الطريق المستقيم.. أليس هو الذي وسوس لسيدنا ابراهيم حين رأي في المنام انه يذبح ابنه اسماعيل فمضي الي مني لتنفيذ الرؤيا ولما بلغ المكان الذي اصبح جسر الجمرات الآن ظهر له إبليس في صفة رجل. وحاول منعه من تنفيذ امر الله مذكرا إياه بالمكانة التي يتبوأها إسماعيل في قلبه، فما كان من إبراهيم إلا ان قذفه بسبع حجرات ، ثم مضي ابراهيم بضعة أمتار فعاود إبليس الظهور له وردد الكلام نفسه فرجمه إبراهيم بعدد مماثل من الحجرات، ووصل إلي العقبة الكبري فألح عليه علي عدم ذبح ابنه فرماه ابراهيم بسبع حجرات وهم بتنفيذ امر الله وجاء الفداء من الله " وفديناه بذبح عظيم "