حذرت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة »اليونسكو« في تقريرها عن العلوم في العالم لعام 0102 من ضعف الانفاق علي البحث العلمي في الوطن العربي.. في الوقت الذي تأتي فيه الدول العربية ضمن المراتب الأولي في العالم من حيث الانفاق علي التسليح والدفاع. وذكر التقرير ان التنمية القائمة علي العلوم والتكنولوجيا في الوطن العربي مهمشة رغم تنمية البنية الأساسية.. وتراوح متوسط الانفاق علي البحث العلمي بالدول العربية بين 1.0٪ الي 4.0٪ في عام 2002 من الدخل القومي الاجمالي بينما استقر المتوسط العالمي عند 7.1٪ من 2002 الي 7002 وتراوح المتوسط في اسرائيل بين 6.4٪ 8.4٪ عام 6002.. واكد التقرير ان كثيراً من العلماء العرب يعيشون خارج بلدانهم ولا يسهمون في الناتج المحلي الاجمالي لها. ومعني هذا ان نزيف العقول العربية مستمر.. وان نوابغ العلماء العرب لا يحددون في بلادهم مناخاً يساعدهم علي نقل ما حصلوه من علوم ومعارف الي بني وطنهم لبناء قواعد علمية خلاقة تسهم في نقل التكنولوجيا وادماجها في كل برامج التنمية. والعلماء المصريون منتشرون في كل ربوع العالم المتقدم يسهمون بعلمهم وفكرهم في نهضة هذه الدول.. ولا نستطيع الاستفادة منهم رغم استعدادهم الدائم لنقل ما تعلموه وما حصلوه من علوم الي الجيل الجديد من علماء وطنهم.. ولكن مناخ البحث العلمي لدينا لا يساعدهم علي ذلك. وقد اكد العالم المصري احمد زويل علي سبيل المثال انه لا تقدم لنا الا بالانفاق علي البحث العلمي ببذخ وابدي استعداده لانشاء جامعة العلوم والتكنولوجيا في مصر.. ولكن مشروع هذه الجامعة تبخر وضاع ادراج الرياح لأن الحكومة ليست لديها الامكانات المادية لانشاء هذه الجامعة او بمعني اصح ليست لديها الارادة لانشائها.. ولو كانت لديها الارادة لاقامة هذا الصرح العلمي لسارعت بفتح باب الاكتتاب فيه.. ولخصصت له جانباً من حصيلة معارض الآثار التي نقيمها حول العالم.. ولكثفت له حملة اعلانية واعلامية في تليفزيون الدولة.. ولدعت ابناءنا في الخارج للتبرع لاقامة هذه الجامعة. الأساليب كثيرة لتوفير التمويل لهذه الجامعة.. ولكن الارادة غير موجودة.. ومن هنا فإنني ارجو ان يتبني الصندوق الوطني للعلوم والتكنولوجيا مشروع انشاء هذه الجامعة.. وينظم لها حملات الاكتتاب الشعبي وانا علي يقين اننا سنقيم هذا الصرح العلمي الذي نحن في أمس الحاجة اليه اليوم قبل الغد.. لأنه لا حل لمشاكلنا الا بالبحث العلمي والتكنولوجيا المتقدمة وقتها نستطيع ان نناطح النمور الآسيوية ونلحق بركب الصين والهند وكوريا واليابان.. فالعقل المصري مبدع وخلاق في مختلف العلوم والفنون.. المهم ان نخلق المناخ المناسب للابداع والابتكار.. وسنكتشف ان بيننا آلاف مثل د.زويل ود.مصطفي السيد ود.فاروق الباز ود.مجدي يعقوب والنشائي وغيرهم المهم ان نبدأ وان تكون لدينا الارادة علي التقدم.