وسط زحام المرور القاتل.. وأكوام القمامة، وتلال المخلفات، التي تحاصرنا في كل مكان.. والهواء الخانق.. وفوضي الشوارع، وانعدام الزوق.. وسط الخوف والرعب، والبلطجة، وقلة الشهامة، وضياع الرجولة.. وسط اللامبالاة وعدم الاحساس وانعدام الشعور.. وغياب الضمير..والمشاكل التي اغرقتنا. وأمام ارتفاع الاسعار، وجشع التجار، وحالة اقتصادية لا تسر عدواً ولا حبيباً.. وعيشة صعبة، مرة لا يعلم مداها غير المولي عز وجل.. وأمام مصيبة التعليم المتدني - مصر احتلت المرتبة الأخيرة علي مستوي العالم في كفاءة نوعية التعليم، وفقا لتقرير أصدره المنتدي الاقتصادي العالمي - يعني تعليم مصر بعد الصومال وما أدراك ما الصومال وحروبها الأهلية، وبعد سيراليون وفقرها. وأمام الفعل الفاضح الذي ترتكبه جماعة الإخوان وانصارها يوميا. دون شعور بالخزي والعار.. وأمام الالم والحزن والدم والدمار.. وامام ساحة سياسية خاوية واحزاب بالية.. نبحث عن الحكومة فلا نجدها.. الحكومة مستخبية.. خايفة حد يغتالها.. ومين يغتال حكومة رخوة وطرية، حكومة مترددة. وأمام هذا الفراغ.. الكل قرر أن يلعب بطريقته.. وكل واحد ودماغه ممشياه، الكل يبحث عن مصلحته الشخصية، تاركاً المصلحة العامة، ماهي وليمة والشاطر اللي »ينتش« أكبر حتة ويجري.. ومحدش فاهم هي راحة فين، وآخرتها إيه.. ومحدش قادر يجيب علي السؤال، الي متي سنظل في هذه الدوامة؟.. فرقة تحارب من أجل الشرعية. وأخري تطالب بالسيسي رئيسا.. وثالثة ترفض حكم العسكر.. ورابعة عايزينها اسلامية مش علمانية.. وخامسة تطالب بدولة مدنية خالص.. وسادسة ناس غلابة من الفقر »عدمانة«.. عايزة تعيش، مش مهم مين يحكم، ما تعرفش مدنية ولا إسلامية.. وسابعة ناس عايزة الوطن!.. اشتاقت الي حنين الوطن اللي عايش جوانا، اللي حلمنا في حضنه، وكبرنا أمام عينيه، بذكرياته حلوها ومرها.. بناسه الطيبين، بشهامة ولاده، وجدعنة شبابه، ورجولة صبيانه.. وأصالة حريمه.. وبسمة أطفاله. عندما أعلن الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزيرالدفاع والانتاج الحربي خارطة الطريق، التي أوصفها بالسياسية.. والتي تسير بخطي ثابتة، ترك خارطة العيشة والحياة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والنفسية للحكومة.. التي لم تكن مؤهلة لوضع هذه الخارطة- المسألة إمكانيات- فلم تعلن خريطة للشعب، يستطيع بها أن يجيب علي السؤال.. وتركت للمواطن الحرية في وضع هذه الخريطة.. من باب الديمقراطية .. حكومة تعيش في برجها العاجي.. تجلس في مكاتبها.. ولا وزراء لديهم خطة.. ولا محافظين عارفين شوارعهم.. أهي ماشية لحد ما يبان لها صاحب.