في الوقت الذي اكتفت فيه الصحف ووكالات الأنباء العالمية بأن أذاعت ونشرت هذا الخبر بالغ الأهمية كما يلي »أعلن توماس دي ميزير وزير الداخلية الألمانية ان بلاده معرضة من جديد لتهديدات إرهابية من بينها هجوم وشيك خلال الشهر الجاري، ومن ثم قامت السلطات برفع حالات الاستعداد والتأهب الأمني وأصبح التواجد الأمني ملحوظا في جميع انحاء البلاد، ثم اضاف الوزير الألماني قائلا لقد حصلنا علي هذه المعلومات من »حليف أجنبي« أكد لنا احتمال تعرضنا لهجوم ارهابي خلال هذا الشهر. وبالتالي توفر لدينا أدلة جديدة تدعو الي القلق، ولكن ليس الي حد الهيستريا«. في ذات هذا الوقت كانت هيئة الاذاعة البريطانية ال »بي. بي. سي« هي الجهة الوحيدة التي اذاعت وأكدت ان »دولة اسلامية« هي التي قامت بابلاغ المانيا عن هذا الهجوم الارهابي وذلك في صدارة نشراتها الاخبارية المستمرة طوال يوم الخميس الماضي. وبعيدا عن عامل ومبدأ السرية الذي تقدسه جميع الهيئات والتنظيمات الأمنية في جميع دول العالم، فإن ال» بي. بي. سي« كانت ملتزمة بنفس المبدأ ولكنها قامت بما نسميه مهنيا ب »إثراء الخبر« بأن أضافت اليه ان »دولة اسلامية« هي التي قامت بتبليغ ألمانيا عن هذا الهجوم الارهابي، وفي ذلك تأكيد لما ظلت الدول والمجتمعات الاسلامية تنادي به منذ ظهور الارهاب وذلك بعد ان عمدت الدول الاجنبية الي الخلط بين الارهاب والاسلام، ولم تشر ابدا او تنبه الي ان الاسلام بطبيعته بعيد كل البعد عن هذه الظاهرة، وأن العالم الاسلامي كان أول من اكتوي بنيران هذه الجماعات المارقة، وهكذا أصبح رجل الشارع في العالم الخارجي علي قناعة بأن الاسلام يدعو الي الارهاب، وان جميع العرب والمسلمين ما هم إلا إرهابيون« وهنا فإنني لا أدعو الي انتهاك قواعد السرية والأمن، ولكنني اتفق تماما مع الاسلوب الذي اتبعته ال بي. بي. سي لأنه الوسيلة الوحيدة لتبرئة الاسلام من اتهام باطل ومجحف أدي الي توتر هائل في العلاقات مع المسلمين.