وربما تكشف الأيام القادمة الكثير من الأسرار المفاجئة مثل تلك التي تتحدث عن خطة أمريكية تضمن تدخلا عسكريا أمريكيا أو دوليا مباشر. وتتكون الخطة من ثلاثة نقاط: الأولي: الاستمرار في الاعتصامات الكبيرة مما يجعل من فضها تكلفة بشرية هائلة، حتي يتيح لأمريكا اتهام الحكومة المصرية، وتغيير الصورة التي يريد الجيش المصري تصديرها للعالم وأن الانقلاب كان تعبيرا عن أغلبية أرادت إسقاط الإخوان، والصورة الأخري التي تريد أمريكا والإخوان إيصالها للغرب أن الإخوان يتعرضون لموجة كراهية من المصريين تؤدي إلي إبادة شعبية تدعمها أجهزة الشرطة والجيش، مما يتطلب تدخلا دوليا سريعا. النقطة الثانية القيام بعمليات ضد المسيحيين في جنوب مصر، مستهدفة ممتلكاتهم وكنائسهم، في أماكن عدة، ويقوم بذلك تيار سلفي غير الإخوان المتظاهرين في القاهرة، مما يستدعي تدخل دولي لحماية الأقباط بعد عجز الدولة عن ذلك. ثالثا تكثيف العمليات العسكرية في سيناء، بما فيها تهديد إسرائيل بشكل ضئيل، مع استعراض القوة، ومحاولة القيام بأي شيء يهدد الملاحة في قناة السويس، مع التعرض لقوات حفظ السلام، وبالتالي ستطالب تلك القوات بتعزيز وجودها. ووفقا للمخطط الأمريكي الإخواني سيؤدي ذلك إلي أمرين إما تدخل أمريكا كوسيط بين الإسلام السياسي والحكومة ويستلزم وجود ضمانات علي الأرض، أي قوات تراقب تحت مظلة الأممالمتحدة، وإذا ما فشلت أمريكا في إقناع الدولة المصرية بذلك، يأتي الخيار الثاني هو إشاعة الفوضي وعدم حماية الأقلية القبطية وتيار الإسلام السياسي، وتهديد قناة السويس، مما يجعل من موافقة دولية للتدخل العسكري في مصر أمرا سهلا. وطلب أوباما بوضع تصور لكيفية تدخل عسكري في مصر، وذلك عبر سيناريوهات الا أنه صدم من تقرير الكونجرس الذي توصل إلي أن تدخلا عسكريا أمريكيا في مصر يجعل من حرب فيتنام "نزهة" لأمريكا وأشار التقرير إلي أشياء عدة تتسبب في جعل التدخل الأمريكي العسكري بمثابة "هلاك"، منها أن عدد الشباب الذين يحملون السلاح في مصر 10 ملايين منهم 6 ملايين تدربوا علي استخدامه حين التحاقهم بالخدمة العسكرية، ويسهل عليهم الحصول علي السلاح بأنفسهم وأن تحرك أمريكا تحت شعار حماية الأقليات والإسلام السياسي سيستفز الشعب المصري للغاية، وقد تخسر أمريكا حلفاءها الإسلاميين علي الأرض، وقد تدخل البلاد في موجات تصفية جسدية لا يستطيع منعها الأمن المصري أو قوات الأممالمتحدة، إضافة إلي أن الجيش المصري تدرب كثيرا خلال العام الماضي علي أساليب حرب الشوارع والمدن. أما إذا خرج الجيش المصري من المعادلة، وفقا لتقرير البنتاجون، فإن أمريكا ستواجه أشد التيارات اليسارية تشددا، التي ستكون قادرة علي استقطاب الشباب، وسينحاز إليها كثير من قطاعات الشعب المصري الذي ستتعمق كراهيته للإسلام السياسي باعتباره المتسبب في احتلال الدولة، وسيتسبب ذلك في خطر كبير لا علي نفوذ أمريكا فقط ولكن وجودها نفسه.. ويقول مراقبون أن تقرير البنتاجون الذي سرب عمدا أحبط كثيرا مما تأمله إدارة أوباما. نعم عرفنا أسباب كراهية أمريكا لثورة 30 يونيو وليتها تحاول تجربة غزو مصر لأنها من الواضح لم تستوعب درس العراق ومصر غير العراق وأفغانستان.. أنهم يريدون (فيتنام أخري) ونحن لها جاهزون !