في البقعة المباركة من الاراضي المقدسة بميدان رابعة العدوية بمصر المحروسة كانت يقف كل يوم عشرات المدعين يلقون علي أسماع المغيبين من الاتباع الاخوانيين غرائب وطرائف الخرافات من اجل ضمان بقائهم أسري وهم الجنة الموعودة لمن يسقط منهم شهيدا . ولو كان القتل بيد أخ له من الاخوان مادام خروجهم من اجل الجهاد! فخرج عليهم من يبشرهم بالنصر علي الكفار ويقسم بأغلظ الايمان ان جبريل زار تجمعهم في الفجر واظلهم بجناحه وانهم كانوا سيرونه كما رآه هو لولا أن الله ألقي عليهم النوم حتي لا تصيبهم الصاعقة من هول المشهد! وبلغ الاستخفاف بالعقول المغيبة مداه عندما اقنعهم احد قادة الجماعة انهم لو اشاروا بسبابات اصابعهم الي مروحية كافرة مرت من فوقهم وقالوا لها اسقطي بعزة المرشد والتابعين لسقطت، فكبروا واشاروا ولم تسقط المروحية فأقنعهم ان الله لم يرد لقائدها ان يموت شهيدا! وأصبحنا نري من يرتدي ملابس مكتوبا عليها مشروع شهيد؟! قد يبدو الامر غريبا لكن التاريخ حفظ لنا وقائع مماثلة، بل اشد وانكي واضل سبيلا، فها هو اسماعيل بن جعفر الصادق مؤسس طائفة الاسماعيلية يقنع اتباعه انه إمامهم المتصل نسبه الي آل بيت النبوة من خلال فاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلي الله عليه وسلم وزوجة ابن عمه علي بن ابي طالب،وانه يدعو الي مناصرة اهل البيت ومكافحة الفساد. انتشر فكر الاسماعيلية في معظم دول العالم وكان اقواهم وأخطرهم طائفة الحشاشين التي اسسها حسن الصباح الذي غادر مصرعام 1081م بعد خلافات سياسية مع الفاطميين، واستقر في قلعة حصينة بأصفهان الايرانية، اعتمد الصباحي علي مخدر الحشيش لتغييب عقول اتباعه والسيطرة عليهم واخضاعهم لمبدأ السمع والطاعة، فكان يأمر اتباعه بتجنيد الشباب في سن السابعة عشرة ونقلهم مخدرين قبل الدخول عليه الي واد فيه الخمر والعسل والنساء الفاتنات فيتلذذون فيها ثم يعاد نقلهم مخدرين الي القلعة حيث يقابلهم الصباحي فيسألهم من اين جئتم،فيقولون من الجنة، فيقول وسوف تعودون إليها ان اطعتموني،وما يفعله الاخوان لايختلف كثيرا، ولما ضج المصريون كانت هبة الأمس للتخلص من طائفة الحشاشين الجديدة.