فوزى مخيمر مهما كانت حالة الاحتقان والاختلاف والتطاحن التي نمر بها، فأنني لن أفقد الامل في انتصار العقل والحكمة علي العناد والاستفزاز، والبعد عن تغليب المصالح الطائفية علي مصالح البلد العليا. لا انا ولا أحد يقبل أو يرتاح لرؤية دماء المصريين تسال علي يد اخوانهم من المصريين، قلوبنا تئن ويعتصرها الالم والحزن والاسي، علي أرواح الضحايا التي تتوزع علي قري ومدن مصر، مصر تتشح بالسواد حزنا علي ما آل اليه حالها علي يد أبنائها في شهر رمضان المبارك. كان العناد والاستفزاز والاثارة والتهييج هم سمات من تحدثوا وهيجوا واثاروا جماعاتهم ضد رجال الداخلية والجيش، بدعوي الحفاظ علي الاسلام، وتناسوا أن كل المصريين مسلمين وأقباط حماة لدينهم الاسلامي والمسيحي. ولا شك أن مستقبل بلدنا الذي قدم الكثير للحضارة الانسانية، يتوقف علي الطريقة التي سيتعامل بها مواطنونا وسلطاتنا المسئولة خلال الأيام القادمة. والان ما هو الحل؟ لقد حان الوقت للتفكير في مستقبل مصر وكل سكانها، لا فقط المصالح و الطموحات الضيقة لمجموعة أو مؤسسة معينة، او احزاب والسؤال الذي يتردد علي الالسنة الان.. هل هناك أمل في انجاز للجنة المصالحة الوطنية، وخصوصا بعد مقاطعة جماعة الاخوان المسلمين وبعض الاحزاب المؤيده لها المشاركة في الحوار؟ هل هناك أمل في الحوار بيننا للخروج من هذه الازمة المستحكمة والعناد القاتل المتسيد للموقف؟ دروس التاريخ، تحتم علينا أن نغلب الحوار، وأن نقبل بالحوار مع الكل، فبغير الحوار الجاد لن تقوم لنا قائمة، وسيزداد الموقف سوءا، والحلول الامنية أسوأ. ولا يمكن للحوار أن يكون الا بين أطراف تحدوها الرغبة المشتركة في التفاهم، ولن يقوم علي الضغط والترهيب أو الترغيب أواثارة الجماهير. وعلي الجميع ان يدركوا ان الحوار هو أعظم مقومات الحضارة البشرية علي الاطلاق، فحيثما كان الحوار منهجا متبعا، كانت المجتمعات البشرية أكثر ابداعا وسلاما وبعدا عن الحروب والمشاحنات. ان مصر في أشد الحاجة الان أكثر من أي وقت مضي الي الدور الهام والعظيم للعلماء وأهل الرأي والخبرة، اذ تقع عليهم مسئولية عظيمة في تقديم النصح للحكام واولي الامر، وفي توعية الناس وارشادهم وتوجيههم الي الطريق الصحيح، وبما يحقق مصالح البلاد والعباد.. واتمني علي قوات الأمن أن تتصرف في إطار الإحترام الكامل لحقوق الإنسان بما فيها تأمين الحق في التعبير و الإجتماع، وعلي المتظاهرين وقف استفزازاتهم و ممارسة ضبط النفس والحرص علي سلمية إجتماعاتهم .