صالح الصالحى عزيزي شهر رمضان. وحشتني.. كم اشتقت إليك.. انتظرت قدومك بفارغ الصبر، لتخفف عنا بنفحاتك ونسماتك وفضائلك ورحمتك هذه الأيام الصعبة. كم تمنيت أن يصبح العام كله رمضان.. ولكنها حكمة الله، جعلك شهرا واحدا من اثني عشر شهرا، حتي تكون مميزا عظيما. عزيزي شهر رمضان. أنت شهر مبارك.. شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن.. شهر العتق والغفران، شهر الصدقات والاحسان.. شهر تفتح فيه أبواب الجنان، وتضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات، وتجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات، شهر تصفد فيه الشياطين، شهر الصبر، والكرم والجود.. شهر فيه ليلة القدر. خير من ألف شهر.. شهر يجود الله فيه سبحانه علي عباده بأنواع الكرامات.. ويجزل فيه لأوليائه العطايات. عزيزي شهر رمضان. أنت شهر الفضائل الجمة والمزايا العظيمة، التي لا تعدو ولا تحصي.. ولذلك علينا كمسلمين أن نعطيك حقك، ونقدرك حق قدرك.. وأن نغتنم أيامك ولياليك.. في قراءة القرآن.. وقيام الليل.. والحرص علي الصدقات، وتأدية الزكاة.. علينا أن نجتهد ونتعاون علي البر والتقوي.. وان نتواصي بالمعروف وننهي عن المنكر.. ونصل الأرحام وندعو إلي كل خير، بالموعظة والحكمة الحسنة. علينا أن نتمسك بما قاله ابن الجوزي، للصوم آداب يجمعها حفظ الجوارح الظاهرة، وحراسة الخواطر الباطنة، فينبغي أن نتلقي رمضان بتوبة صادقة، وعزيمة موافقة، وينبغي تقديم النية، وهي لازمة في كل ليلة، ولابد من ملازمة الصمت عن الكلام الفاحش، والغيبة، فإنه ما صام من ظل يأكل لحوم الناس، وكف البصر عن النظر إلي الحرام، ويلزم الحذر من تكرار النظر إلي الحلال، عسي أن نفوز برضوان الله.. فيغفر لنا ذنوبنا، وييسر أمرنا، ويكتب لنا السعادة في الدنيا والآخرة. عزيزي شهر رمضان ان لك مكانة خاصة في نفوس المسلمين.. ففي أيامك يتوب العاصي، ويؤدب القاتل ويهتدي الضال.. وانه من المناسب أن نستغل وجودك معنا هذه الأيام، لنخاطب كل من استهان بحرمة الدم المسلمة.. وأوجد له المسوغات والأسباب التي لا يقرها دين.. فليتقوا الله.. وألا يلطخوا أيديهم بدماء المسلمين.. فعصمة الدم، لمن نطق بالتوحيد.. وندعو كل صاحب فكر منحرف جعل من القتل والترويع سيفا مسلطا علي قومه وبني ملته أن يعود إلي رشده ودينه، ويلتزم بتعاليمه الصحيحة ومنهجه، وسنة نبينا محمد »صلي الله عليه وسلم«.. ونرفع أكفنا بالدعاء في أيامك العطرة »يارب آمنا في وطننا«.