انتخابات رئاسة تخيم عليها ذكري تشافيز ويراقبها العالم

فنزويلا تختار بين »الرغبة الأخيرة للقائد« و»الانقلاب علي سياساته«

يتوجه الناخبون في فنزويلا اليوم وعددهم حوالي 19 مليون ناخب إلي صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد من بين الرئيس المؤقت نيكولاس مادورو وزعيم المعارضةانريك كابريليس في انتخابات تخيم عليها ذكري تشافيز وتراقبها أمريكا اللاتينية والعالم. ومن المتوقع أن تعلن النتائج بعد 3 ساعات من انتهاء التصويت الذي يستمر 12 ساعة. وتظهر استطلاعات الرأي تقدم مادورو (50 عاما) الذي اختاره الرئيس الراحل هوجو تشافيز لخلافته والذي حث الناخبين خلال حملة انتخابية خاطفة خيمت عليها ذكري الرئيس الراحل علي "تنفيذ آخر رغبات القائد" وانتخابه لاستكمال الثورة الاشتراكية التي بدأها تشافيز قبل 14 عاما. وفي آخر مؤتمراته الانتخابية حاول مادورو حبس دموعه وإلي جواره أسطورة الكرة الأرجنتيني والصديق الشخصي لتشافيز مارادونا وذلك أثناء عرض تسجيل فيديو لتشافيز وشدد مادورو دائما علي صلاته الوثيقة بتشافيز الذي زعم أن روحه زارته في وقت متأخر من الليل في صورة طائر صغير. وشغل مادورو سائق الحافلة والنقابي السابق منصب وزير الخارجية منذ عام 2006 قبل أن يختاره تشافيز نائبا له ليتولي رئاسة البلاد بعد وفاته. أما كابريليس (40 عاما) حاكم ولاية ميراندا الذي نجح في توحيد المعارضة فيؤكد دائما أنه لا يمثل المعارضة "بل الحل" للمشكلات التي يواجهها المواطنون البالغ عددهم 28 مليون نسمة يوميا من انعدام الأمن وزيادة معدل التضخم ونقص المواد الغذائية والانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وصعوبة الحصول علي العملات الصعبة في ظل الرقابة الصارمة علي سوق الصرف. وفي جميع مؤتمراته الانتخابية كان علي كابريليس الذي خسر أمام تشافيز في انتخابات أكتوبر الماضي أن ينفي اتهامات الخيانة التي يوجهها له مادورو الذي يصوره وكأنه طفل مدلل يمثل نخبة ثرية مرتشية داعمة للامبرياليين في واشنطن. ويؤكد كابريليس دائما أنه يسعي لنظام إقتصادي علي غرار البرازيل يجمع بين السياسات المؤيدة لقطاع الأعمال والإنفاق علي البرامج الاجتماعية التي أقامها تشافيز بعيدا عن سياسات تشافيز التي يري أنها أحدثت انقساما في البلاد. وفي حال فوز مادورو سيكون التحدي الأكبر أمامه هو السيطرة علي الائتلاف الحاكم في البلاد التي يدور الصراع السياسي الرئيسي فيها حول السيطرة علي أكبر احتياطي للنفط الخام في العالم. أما كابريليس فسيواجه وضعا سياسيا أشد صعوبة في حال فوزه إذ يتعين عليه السعي لكسب تأييد الملايين من أنصار تشافيز. من جهة أخري وفي إطار سلسلة المؤامرات التي عادة ما تعلن عنها الحكومة وتصفها المعارضة بمحاولات فجة لصرف أنظار الناخبين عن مشكلات البلاد أعلنت الحكومة أنها أحبطت مؤامرة لتعطيل انتخابات الرئاسة.