"بنهوبص" و"هيصة " و"حبة طراوة " بعض من أسماء الأفلام التي سنشاهدها خلال الفترة القادمة التي تعبر عن حالة من الفوضي والإنفلات والهبوط الفني الذي يسود السينما المصرية الآن شكلا ومضمونا .. ويبدو أنه زمن سينما المقاولات التي تعود بقوة هذا العام من خلال بعض الشركات الجديدة التي لا تري في الفن سوي تجارة رخيصة وحسب وقد أغراها حالة الإنهيار التي تسيطر علي صناعة السينما و انسحاب معظم شركات الإنتاج الكبيرة من المشهد السينمائي تقريبا لتخلو الساحة لمدعي الفن! وأفلام المقاولات ظاهرة اعتدناها مع فترات الركود الفني والإقتصادي وزمن النكسات وهي أفلام منخفضة التكاليف للغاية يتم تصويرها خلال أيام قليلة قد لا تتجاوز أسبوعين وغالبا ما تتسم بالهبوط الفني وهذا طبيعي ولا يهدف صناعها إلا لربح سريع من خلال تسويقها للفضائيات بعدما تعرض بدور العرض لأيام لمجرد حصولها علي لقب فيلم سينمائي! ويتوقع الخبراء هجمة شرسة لأفلام المقاولات خلال الفترة القادمة خاصة مع تهاوي إيرادات الأفلام الكبيرة لدرجة مخيفة جعلت من إنتاجها مغامرة محفوفة بالمخاطر قد لا يتحملها المنتجون أيا كان حجمهم أو انتماؤهم للفن، وهنا يبدو الخلاص الوحيد والسبيل الأوحد للمواجهة هو السينما المستقلة التي لا تحكمها آليات السوق ولا ترتبط بحسابات الشباك أيا كانت و يتم تنفيذها بتكلفة محدودة جدا قد تقل عن أفلام المقاولات في بعض الأحيان وتبقي المعضلة في فشل صناع السينما المستقلة في توزيع أفلامهم التي يغيب عنها النجوم تماما ولا تحمل أفيشاتها بريق الأسماء والمناظر، لذلك تلقي صعوبة في توزيعها داخليا وعرضها بدور العرض السينمائي، وبالتأكيد لا تلق قبولا لدي الفضائيات لموضوعاتها الجادة وبعدها عن الإسفاف والابتذال والهبوط والهلس الذي يميز أفلام المقاولات ويرجح كفتها لدي الفضائيات! تحد حقيقي تواجهه السينما المصرية هذه الأيام ربما يعود بها للخلف كثيرا إذا لم يتكاتف صناعها الحقيقيون خاصة مع إنهيار قيم وإنفلات أخلاقي وأمني يهدد المجتمع ككل ومعه الفن الذي لا يعدو كونه انعكاسا لما تعيشه مصر بعد الثورة.