المرأة ذلك النصف الجميل من الإنسانية، القوي قي ضعفه، المتفجر بالجمال في سترة وحجابة، فلقد وهبها الله من أدوات الفتنة والدلال ما تسلب به عقول الرجال، وأمرها سبحانه وتعالي بالاحتشام صيانة لها من كل عين وقحة ومن أي تصرف دنيء، وحتي تكون الغرائز بين الرجال والنساء في إطار من الشرعية والعفة. وللأسف الشديد امتهنت المرأة قديما وحديثا شرقا وغربا واستخدمت أنوثتها أسوأ استخدام، فها هي الإعلانات نري فيها من مفاتن المرأة أكثر مما نري من المنتجات المعلن عنها. وها هي المعارض الصناعية والزراعية تتزين بالفاتنات الجميلات، وما زالت الأنوثة تتناثر من حولنا كقطع الحلوي في شركات الطيران وتطل علينا تتلوي علي شاشات السينما والتلفاز، حتي وصل الأمر إلي ما يشبه تجارة الرقيق الأبيض في بعض(الكليبات). هذا ويربط البعض بين الرقي والتحضر ومقدار ما يتكشف من المرأة، وأنه كلما كشفت المرأة عن جسدها يرتقي المجتمع، وهذا خلط متعمد للأوراق . صحيح أن الحرية تؤدي إلي التقدم، والحرية للرجل والمرأة علي السواء، ولكن حرية المرأة في تعليمها وتنمية عقلها واتساع وعيها وهذا هو المطلوب للرقي والتقدم ولا علاقة للأمر بتحريرها من ملابسها . والمرأة في الحضارة الغربية دفعت - وما زالت تدفع- فاتورة الحرية غير المنضبطة بضوابط شرعية، فعلي سبيل المثال تعرضت 22 مليون امرأة في الولاياتالمتحدة للاغتصاب أو لمحاولة الاغتصاب طبقا لموقع Shimmymob نقلا عن تقرير NIPSV-2010 وأن 12.3٪ من هؤلاء دون سن 12 سنه. ويحدثنا موقع آخر للمهتمين بالعنف ضد النساء kcsdv أن واحدة من بين خمسة طالبات (20٪) بالدراسة الثانوية تتعرض للإهانة الجنسية. وبالمقارنة بين مصر ودول العالم في إحصاء مذكور علي موسوعة Wikipedia أن حالات الاغتصاب لكل مليون سيدة - الثابتة بتقرير البوليس - في الولاياتالمتحدة تبلغ 300 ضعف عدد الحالات في مصر، بينما تزداد في استراليا إلي 900 ضعف. هذا وبعد كل هذة الأرقام والإحصاءات هل نسعي لأن نكون مثل المجتمعات الغربية ؟ أم أننا نريد المرأة الحرة النافعة المتحركة دون انفلات الأنيقة المحترمة دون إبراز للمفاتن وإثارة الشهوات المتعلمة المتفقهة المتحدثة بكل اللغات العاملة الفاضلة دون أن تنسي أنها من الأمهات والآن أسأل وبكل ثقة من يحترم المرأة؟ .......... ومن يمتهن ؟