يعيش بيننا الكثير من البشر ممن يكرهون الحياة.. وبدايتهم من كرههم لانفسهم.. وقنوطهم من رحمة الله ..وأشياء أخري! لقد مررت بتجربة مؤلمة مؤخرا.. بعد اصابتي بوعكة صحية مفاجئة.. رأيت خلالها هؤلاء الناس الكارهون للحياة.. وكدت أشفق علي حالهم في البداية ولكني أفقت وتيقنت ان الامر كله صفة خاصة وملامح شخصية.. ورأيت ان الشفقة لا يجب ان تكون بهؤلاء.. انما الشفقة للمساكين والفقراء المتوكلون علي الله الواثقون في رحمته من امثالنا! المؤكد ان الكارهين للحياة لا يشترط فيهم الاقدام علي الانتحار.. انما هم انواع مختلفة منهم الارهابيون الذين لادين ولاخلاق لهم.. منهم الذين يقفون امام اعمال الخير منهم الغاسلون لاموالهم الحرام بأعمال ظاهرها الوطنية والانتماء وباطنها كنز الاموال والثراء الفاحش المتخفي في رداء العفة والنزاهة وهم أشر الناس علي الناس .. ومنهم الذين يرفعون الاسعار امام شعب أغلبه من الفقراء والموظفين دون رادع من ضمير أو رحمة أو انسانية أو حكومة!. ومنهم الذين يغلقون ابواب الرحمة والعلاج امام المرضي.. فهل يعقل ان لا يجد أهل مريض في حالة حرجة مكانا في الانعاش (الرعاية المركزة) في اي من مستشفيات مصر.. ليست حالتي الوحيدة عندما لجأت اسرتي الي مستشفي يتابع حالتي المرضية وفي الطواريء يقول الطبيب انه للاسف لاتوجد اماكن بالرعاية وحالتك تستدعي عناية مركزة وأنصحك الا تتحرك من هنا حتي تجد رعاية في مكان اخر ويمر الوقت وتسوء الحالة واختفي الطبيب .. واتصلت اسرتي برئيس التحريرالاستاذ محمد بركات الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل وبدأت رحلة البحث عن مكان انحشر فيه في اي رعاية مركزة , وأخيرا كلل الله جهود الاستاذ بركات والصديق عيسي مرشد نائب رئيس التحرير السهران في الجريدة والصديق اسامة شلش نائب رئيس التحرير والصديق الدكتور احمد عبد السلام وحصلنا علي موافقة رئيس شركة مصر للطيران للخدمات الطبية اللواء عبد السلام حلمي علي استقبالي في الرعاية المركزة بالمستشفي.. وبدأت رحلة العلاج بقضاء اربعة ايام داخل عنبر الرعاية المركزة بين الموت والحياة.. وهو مكان خصب لالهام المبدعين من الكتاب والادباء لكتابة قصصهم ورواياتهم ومسلسلاتهم التي تفتح لها الابواب في قنواتنا في رمضان! داخل الرعاية هناك من يكره الحياة .. وهناك من يتعلق برحمة ربه واذا كنت فائقا من الغيبوبة للحظة ولو قصيرة فانك تري العجب العجاب.. وكم كنت اتمني ان احصل علي منوم _وأنا لم اتعاطاه قط من قبل _ حتي لا اري ما رأيت ! ولكن الطبيب المراقب والممرض ومشرفة التمريض لم يستجيبوا لي وبقيت واعيا اشاهد ما لم اشاهده من قبل.. وربما يأتي اليوم لأحكي ما شاهدت. لكن الشيء الذي يلح علي الآن ولا يمكن ان اسكت عنه هو مارأيت من ممرض يمسك بكاميرا الموبايل متخفيا وملتفتا يمينا ويسارا ويصور احد المرضي الغائب عن الوعي والمثبت علي اجهزة شتي من تنفس صناعي وخلافه.. فقلت للممرض المسئول عني، فاستغرب وذهب لرئيسة الشفت (الوردية) فقالت لا يمكن يحدث هذا وجاء يخبرني بما قالت .. فقلت له اسأله.. فجاءني به وأكد انه كان يصور فعلا لكن يصور لان عنده طفل شقي ويريد أن يخوفه بصور المرضي! ولا تعليق لي سوي ان أقول اللهم احفظنا.