د .أحمد درة أثناء حديثه لل »الأخبار« : الاستبصار بالعلم يحل كثيرأ من مشكلاتنا من الجذور قادم هو إلينا من قافلة توغلت في الوجدان، وطافت في أنحاء الوعي، ومدائن الأحلام، وغاصت في أغوار الضمائر والأذهان، ضمن كوكبة من المفكرين والمبدعين الذين تركوا أثرا ما في الذاكرة. من الأطباء الذين تحولت المحاقن والمباضع في ايديهم إلي أقلام مجنحة محلقة في الآفاق المذهلة الممتدة، وفضاءات الأخيلة الخصبة، ووراء تجربته الحائزة علي مذاق مختلف يقف رصيد قافلة الأطباء الأدباء بدءاً بشاعر الأطلال الأشهر إبراهيم ناجي، والمفكر الأديب العالم الدكتور مصطفي محمود، وأمير القص المصري الدكتور يوسف ادريس، وحتي المفكر البارز والمؤرخ المدقق الدكتور محمد الجوادي، والشاعر الدكتور أحمد تيمور، وهي قافلة تضم أسماء عديدة بارزة، ولانه آخر عنقود قافلة الأطباء وأحدث ممثليها، حاورنا الأديب الطبيب الدكتور أحمد درة صاحب »أيام موحشة«، و»براءة من السماء« و»بقايا الروح«، »لعب الحمام«، مجموعتيه القصصيتين البارزتين، أما أشعاره وصوره القلمية فقد ضمنها كتبه »بائع الصبر«، »دفتر أشعار الثورة«، و»ثلاثية التأملات«، وقد فرض السؤال الأول نفسه، ما بين الطب والأدب كيف تشكلت تجربة أحمد درة الابداعية؟ - لقد كتبت الأدب قبل ان أصبح طبيبا، وتأثرت كثيرا بكتابات الأديب الروسي الشهير انطوان تشيكوف وهو كما تعلمون طبيب، وقد نشرت القصة القصيرة والمقال الأدبي في »الأهرام« وانا مازلت أدرس الطب، ثم نشرت كتابي الأول: »اطباء نبغوا في الأدب« فور تخرجي في سلسلة »كتاب اليوم«، وهذا يعني ان الأدب سبق الطب في دمائي، إلا ان مهنة الطب، وممارستي لها منحتني بعدا انسانيا جديدا وتعاطفا شديدا مع الفقراء والطبقات المهمشة، وقضايا البسطاء، وعمقا في معالجة المعاناة اليومية التي يعيشونها، خاصة بعد تغول الرأسمالية، وقيمها، وعودة مجتمع السادة »الأثرياء« و»العبيد« »الفقراء« بصورة فجة تفتقر الي العدالة، ويتم فيها إهدار الكرامة الانسانية بمنتهي الفجر. أحدث كتبك »آيات مبصرة في القرآن الكريم« ما موقعه في سياق مشروعك الفكري؟ يأتي في سلسلة من الأعمال التي وظفت فيها حصيلتي العلمية، وممارستي لمهنة الطب، وتدريسها وأبحاثي التي أعكف عليها، وأحاول أن أقدم مفهوما واضحا للآيات التي وردت في القرآن الكريم، لتحث علي ضرورة طلب العلم، واتخاذه وسيلة لرقي الانسانية، والوصول إلي الحقيقة بالتدبر والتفكر، في خلق الانسان، وخلق السماوات والأرض، ومن خلال القراءة المتصلة تنفتح أمام العقل حقائق جاء بها القرآن منذ أربعة عشر قرنا من الزمان، وكلها تؤكد ان الخالق واحد، وهو الذي أنزل هذا القرآن، وعلينا كي نفلح ان نتبع منهجه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وهل هناك علاقة بين مشروعك ومشروع المفكر الراحل الدكتور مصطفي محمود؟ اعتبر الدكتور مصطفي محمود رائدا في مجال الكتابة الصحفية التي تعتمد طريق الفلسفة للوصول إلي الحقيقة، أما توظيف العلم، فكان من خلال برنامجه الشهير »العلم والايمان« عبر الأفلام العلمية المختلفة، فوصل سريعا إلي القاعدة العريضة من الناس، أنا لا أجد أي اختلاف بين ما أكتبه في هذا المجال، وبين ما قدم الدكتور مصطفي محمود، الإ هذه المعلومة التي أسوقها في كتاباتي بسبب التخصص، وممارستي لمهنة الطب. وماذا عن كتابك القادم؟ اكتب الآن رواية جديدة عن الفترة التي سبقت انهيار الطبقة التي حكمت مصر من رجال الأعمال، في النظام السابق، وكيف ان إصلاح مافسد سيأخذ وقتا طويلا لبناء وطن جديد يتمتع فيه المصريون بالعدالة والحرية والكرامة الإنسانية.