آثار الحريق الذى أشعله المخربون فى الجبلاية لم يستغرق وقتا طويلا بحث القرار الذي إتخذه مجلس إدارة إتحاد الكرة في إجتماعه الطارئ أمس الاول بإستمرار النشاط الكروي بكافة مسابقاته ، فعلي الرغم من فداحة المصيبة التي وقعت في نفس يوم الاجتماع بالفعل الاجرامي الذي ارتكبته جماهير ألتراس أهلاوي بحرق مقر الاتحاد بكافة محتوياته ومستنداته المنظمة لكل المسابقات إلا أن مسئولي الجبلاية لم يكن أمامهم سوي خيار واحد لانقاذ ما هو اهم من المقر والمستندات ألا وهو مستقبل الكرة المصرية ، فقرار إيقاف المسابقات علي الرغم من منطقيته ومناسبته للظرف الطارئ إلا أنه كان ينذ ر بالعديد من الكوارث التي كانت ستؤثر حتما علي مستقبل الكرة المصرية وطموحاتها القريبة والبعيدة ، يكفي الاشارة هنا إلي أن الاتحاد الزيمبابوي كان يترقب صدور قرار التجميد ليتخذه ذريعة للمطالبة بنقل مباراتنا القادمة مع منتخبه الاول المقرر لها 26 مارس الجاري في تصفيات كأس العالم خارج مصر وهو ما يعني أن تتضاءل فرصة منتخبنا الوطني في الفوز بالمباراة ومن ثم يصبح حلم التأهل للمونديال في خطر .. أمر أخر وضعه مسئولو الجبلاية نصب الاعين وهم يبحثون القرار هو مئات الالاف من الاسر المصرية التي تقتات من وراء كرة القدم ، فالمؤكد أن مسئولي الجبلاية إستحضروا المشهد المأساوي الذي عاشته الكرة المصرية علي مدار العام الماضي بسبب توقف النشاط الكروي . ويؤكد الكابتن حسن فريد نائب رئيس الاتحاد والذي رأس إجتماع أمس الاول أن قرار إستمرار النشاط جاء بإجماع الاراء ودون تفكير أو تردد من أحد ، مشيرا إلي أن المسئولين إتفقوا علي أمر واحد هو أنه لا يجب أن تتحكم فئة ضالة من الجماهير المشاغبة والخارجة عن القانون في مصير شعب بأكمله ، وقال أنه وللمرة الاولي في تاريخ جماهير الالتراس تصبح خاسرة لتعاطف وتأييد جموع المصريين خاصة وأن ما فعلوه أمس الاول لم يكن أي مبرر عقلاني أو إنساني لاسيما وأن الاحكام التي أصدرتها المحكمة جاءت كلها كما تمنتها جماهير الاهلي وأسر الضحايا بدليل إحتفالهم جميعا بمجرد سماع منطوق الحكم .. تركزت الخسائر في الاوراق والمستندات المتعلقة بمسابقات الاتحاد وبياناته وبيانات اللاعبين وهو أمر يمكن علاجه إيجاد حلول له ، ففيما يخص بيانات المسابقات فهناك نسخ من تقارير الحكام والمراقبين توجد لديهم ويمكن جمعها وتفريغها من جديد ، أما بالنسبة لعقود اللاعبين وبياناتهم فتوجد نسخ منها لدي المناطق التابع لها الاندية التي يلعب لها اللاعبون .. أما بالنسبة لتاريخ الاتحاد نفسه ، فمعروف أن الاتحاد ليس له سجلات رسمية سليمة لهذا التاريخ ومع ذلك يمكن تجميع هذا التاريخ من خلال المتطوعين والمستندات التي لم تصلها النيران ، وتبقي المشكلة الوحيدة في الكئوس والميداليات التي تم السطو عليها وسرقتها من دولاب الإتحاد وهو ما يمكن إعادته مرة أخري بعد القبض علي الجناة .. وفيما يخص الخسائر المالية فقد أكد حسن فريد أنه لم تحدث سرقة أو حرق للاموال كما زعم البعض ، مؤكدا أن خزينة الاتحاد لم يكن بها أية أموال ، هذا فضلا عن أن غرفة الحسابات هي الغرفة الوحيدة بالاتحاد التي لم يصلها الالتراس لأنها مؤمنة بباب حديدي يصعب تحطيمه . هذا وكان مجلس إدارة الاتحاد قد أصدر بيانا عقب إجتماعه أمس الاول أكد فيه أن مجموعة الجماهير التي اقتحمت مقر الاتحاد وقامت بحرقه إنما هي قلة مأجورة كانت تعرف الهدف الذي جاءت من أجله وهو تدمير الاتحاد بهذا الشكل .. وجاء نص البيان علي النحو التالي : " اصدر مجلس ادارة الاتحاد البيان التالي بعد احداث اليوم السبت 9 مارس 2013 الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا التي قام بها مجموعة غير واعية خارجة عن القانون وذلك باقتحام مقر الاتحاد وقيامهم بسلب ونهب المقر وباشعال النيران في جميع اركان مقر الاتحاد مستخدمين في ذلك ادوات اعدت لحرق المبني من مولوتوف وكرات لهب واسلحة بيضاء وقد اتت النيران علي مقر الاتحاد كاملا. ومن منطلق حرص مجلس الادارة علي اداء مهمته المنوط بها يؤكد دعمه الكامل لاستمرار النشاط الكروي بجميع اقسامه وفي ظل الارتباطات الدولية الخاصة بالمنتخبات والاندية في المرحلة الحالية ، ولذا قرر المجلس بالاجماع استمرار النشاط بجميع اقسامه في المواعيد والملاعب المحددة سلفا والمؤمنة من قبل وزارة الداخلية مع اتخاذ كافة الاجراءات القانونية ضد مرتكبي الحادث.