»هل هناك إعلام للكبار فقط«؟.. سؤال طرحته بقوة حلقات برامج السخرية السياسية وأبرزها برنامج »البرنامج« لباسم يوسف الذي يقدمه علي قناة سي بي سي والذي يتضمن أحيانا بعض الألفاظ والايحاءات التي تثير الخجل، ورغم أهمية محتواه كنقد سياسي ساخر، إلا أنه قد يعكس صورة سيئة لهذه البرامج.. فهل يكفي تصنيفه »للكبار فقط« ليكون مقبولا مهنياً، علماً بأن هذه النوعية من الكوميديا السياسية موجودة في العالم منذ عشرات السنين وليست وليدة ثورة يناير. هذا ما رد عليه الخبراء في السطور التالية:؟! د. نجوي كامل استاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة تقول المفترض ان برامج النقد السياسي الساخر لها قواعد ولابد أن تلتزم بأخلاقيات ومعايير الإعلام، ومفترض أنها تهدف إلي نقد لسياسات ومواقف وليست اشخاص أما النقد اسباب شخصية لا علاقة له بالمعايير والقيم المهنية، كما أن هناك قوانين تجرم السب والقذف، مفترض أن تطبق علي جميع البرامج. ولا أنكر الشعبية والجمهور العريض الذي اجتذبه باسم حتي أن شهرته علي الفيس بوك كانت باعثاً علي مشاهدته، ولا أعتقد أن النقد السياسي يجب ان يصل لمرحلة السب والقذف فهناك العمالقة صلاح جاهين وأحمد رجب ومصطفي حسين اساتذة النقد بالصورة والكلمة دون خروج عن المألوف او المهنية. علي النقيض تري الإعلامية سهير الاتربي أن باسم يوسف يقول أقل مما ينبغي أن يقال وتري أن عمله كطبيب يجعله يتحدث بصراحة ووضوح شديدين ويذكر ألفاظاً يراها عادية بحكم طبيعة المهنة وتقول أنا شخصياً حريصة جداً علي متابعة باسم سواء العرض الأول او الإعادة فهو برنامجي المفضل وأعتبره من افضل برامج النقد.وحول رأيها فيما يصدر عنه من الفاظ وإيماءات خادشة تقول: هو »شايف أنها مش مشكلة«، كما أننا أصبحنا في المجتمع المصري نعاني بشدة من ظاهرة »التحرش« وعلي رأي باسم اصبح »صناعة مصرية« فليس معقولاً ان نعيش في هذا الكم من »القرف« وندفن رؤوسنا في الرمال، فنحن فعلاً نعيش في ظروف في منتهي الصعوبة. أما الإعلامي حمدي الكنيسي، فيقول: مبدئياً هذا النوع من البرامج الساخرة مطلوب في كل مجتمع، ونحن أحوج ما نكون لاي برنامج يرسم البسمة علي الوجوه في ظل الازمات المتلاحقة التي نعيشها، فباسم يوسف لديه الموهبة التي كشفتها الثورة واليوتيوب، فهو نفسه من انجازات ثورة يناير. وأضاف مما لا شك فيه أن البرنامج به مجهود ضخم جداً تقديماً وإعداداً وإخراجاً، ولكنني اتفق فعلاً في أن بعض الالفاظ التي تخرج من باسم اثناء السرد لا مبرر لها خاصة اننا شعب خجول بطبيعته لا يقبل الالفاظ الخادشة للحياء، بدليل ان هناك ألفاظا كثيرة تقطع عليها، وربما يري هو أن هذه الالفاظ تثير الضحك لجمهور الاستوديو ولكن ليس مكانها الشاشة، لكن يجب أن يضع في اعتباره انه بذلك يفقد جزءاً من مشاهديه وجمهوره بهذا التجريح.. أما عن تصنيف »للكبار فقط« فالبرنامج طبعاً للكبار فقط ولكن فكرة التصنيف غير مقبولة وهي ظاهرة أوروبية، فقد عشت في إنجلترا لفترة ولكنني الاحظ أن أي فيلم به خروج عن المباديء والأخلاق يذاع في وقت متأخر بعد نوم الأطفال، ولكنه غير وارد عندنا، خاصة أن برنامج »البرنامج« له هدف يجب ان يحققه خاصة في مواجهة بعض القنوات التي تذيع فتاوي تضر بالإسلام مثلماً تضر بالمجتمع، وأعتقد لو أستغني عن الالفاظ الخارجة يكون حقق هدفه كاملاً.