أحداث ساخنة. أخبار متجددة . لا يمر يوم أو حتي ساعة بدون جديد . وآخر الأخبار، جبهة الإنقاذ الوطني تقرر مقاطعة الحوار مع رئاسة الجمهورية ومقاطعة الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في أبريل المقبل . المقاطعة قرار ديمقراطي لا يمكن لأحد أن يدعي عكس ذلك . وقد حدث أن قاطعت المعارضة من قبل انتخابات 2010 ولم يدعو احد وقتها أن هذا ليس حقها . فالشأن المشترك بين حزب ما أو قوة سياسية معينة وبين الشعب أو الجماهير، هو شأن داخلي يقدره كل طرف، فربما تري قوة سياسية أن المشاركة مهمة وأن المقاطعة تعتبر تصرفا سلبيا، وربما يعتقد آخرون أن المقاطعة إجراء إيجابي ومثمر علي غرار المقاومة السلمية أو الكفاح السلمي الذي كان الزعيم الهندي المهاتما غاندي أبرز رموزه . في كل الأحوال فإن وجود قوي تتجاذب أطراف الحوار وتثير حالة الحراك، أمر إيجابي . فالوطن يحتاج للفاعلين وليس للمفعول بهم، يحتاج إلي الإيجابي وليس السلبي، يحتاج ألا نسكت علي كل شيء وألا نرضي بأي شيء فالحاكم ليس منزلا من السماء لا يخطئ، بل أكثر الخطائين، الحكام لأن الحاكم تختلف نظرته للأمور وقراراته في حال وجوده علي كرسي الحكم عما كان قبل أن يتولي السلطة . لذلك يحتاج دائما لمن يذكره بأن يلتزم الصواب، بألا يحيد عن الحق، ولا أفضل من منافس أو ممارس في نفس المجال لكي يراقب ويقوم الحاكم . لقد هوجمت جبهة الإنقاذ في الفترة السابقة كثيرا، البعض هاجمها مؤيدا للنظام الحاكم والبعض أخذ خطوة أوسع وأسس جبهة الضمير الوطني وكل ذلك لا ينفي وجود جبهة الإنقاذ ولا يعني أن جبهة الضمير الوطني يمكنها أن تحل محلها، فالإنقاذ معارضة للحكم وهو ما يجعل الناس تلتف حولها بينما الضمير الوطني مساندة للحكم وهو ما يجعل جمهورها نفس جمهور الحزب والنظام الحاكمين . جاء قرار مقاطعة الانتخابات البرلمانية ليضفي سخونة علي الحراك السياسي في وقت يتابع فيه الشارع الأحداث لحظة بلحظة ويهتم بكل التفاصيل، فلم يعد هناك أحد مغيب وأصبح الجميع يشارك بصورة أو بأخري في صنع مستقبل وطنه.