جبهة الضمير الوطني، أي حاجة جبهات وخلاص، كل يوم جبهة وكادت تشتعل حرب الجبهات التي لن تضيف جديداً بل إن كل جبهة تسير في واد وتهدف لمحاربة أخري والضحية شعب تائه حائر، ووطن لا يزال ينزف.. لا تستحق مصر منا صورتها التي أصبحت عليها الآن، فقد أصبح المناخ العام المصري يعكس حالة من الحزن والأسي الشديدين علي ما بنيناه من آمال وما حلمنا به وتطلعنا إليه، بعكس ما يدور الآن علي أرض هذا الوطن العزيز. تشهد الساحة المصرية الآن أحداثاً عديدة تصف بدقة حالة التخبط السياسي والفوضي والارتباك التي أصبحت تسود المشهد السياسي المصري الحالي، إلي جانب التشكيك الواضح الذي يسيطر علي عقولنا، ناهيك عن الانفلات الأمني المستمر، وأوشكت مصر ان تكون غابة لا يسترد فيها الحق إلا بالقوة.. افتقدنا ترتيب أولوياتنا، وأصبح كل منا يسعي وفق عقله وأهوائه واحتياجاته وحده، وغابت روح الثورة التي جمعتنا معاً تحت لواء وهدف واحد »مسلمين وأقباطا«، ونسينا ان المرحلة التي نمر بها الآن تستدعي التلاحم والتكاتف ولم الشمل.. أصبحنا نصحو وننام علي مشاهد دموية وأحداث وفوضي وشغب واعتداء وعنف ونفوس وأرواح تضيع دماؤهم دون ذنب، ووصل بنا الأمر إلي أننا أصبحنا نخاف أن نستمع إلي التليفزيون أو الراديو أو نقرأ صحيفة حتي لا نصطدم بمثل هذه الكوارث شبه اليومية.. وعلي ما يبدو أننا فهمنا الحرية بمعني خاطئ ولم ندرك أن خيطاً رفيعاً يفصل بين الحرية وتهديد هيبة الدولة وسيادة القانون، بالقدر الذي يردع اللصوص والمخربين والبلطجية والخارجين علي القانون.. إن خروجنا من أزمتنا الحالية يحتم علي الجميع »شعب وقيادة ومعارضة ونخبة« أن ننحي حاجاتنا الشخصية ونتكاتف من أجل المصلحة الوطنية، إلي أن تسترد مصر قوتها وعافيتها ومكانتها، وطبيعي سوف تنتقل مصر من مرحلة التغيير إلي مرحلة التعمير والبناء، وان مصر الآن تمر بأخطر مرحلة في تاريخها فإما ان ننهض بها وإلا فلا نلومن إلا أنفسنا.