ولد الحجاج بن يوسف الثقفي في الطائف وكان اسمه كليب ثم أبدله بالحجاج،تعلم القرآن والحديث والفصاحة وعمل في مطلع شبابه مع ابيه في تعليم الصبية والفتيان علوم القرآن والحديث والتفقه في الدين. لكنه لم يكن راضيا عن عمله فالتحق بالعمل في شرطة الامارة الاموية في الشام، وقربه قائد الشرطة روح بن زنباح ورقاه علي زملائه فأخذهم بالشدة حتي انه مر يوما علي جماعة قائد الشرطة فوجدهم يأكلون اثناء العمل فنهاهم الا انهم لم ينتهوا بل دعوه الي الاكل معهم فاعتبرها استهانة به وامر بحبسهم واحرق سرادقهم. فشكاه قائد الشرطة الي الخليفة عبدالملك بن مروان فاستدعاه وسأله عن فعلته فقال له: انما انت من فعل يا امير المؤمنين، فأنا يدك التي تبطش بها وسوطك الذي تجلد به الخارجين عن طاعتك. اطلق الامويون يد الحجاج علي خصومهم ومعارضيهم فأسرف في قتلهم والتنكيل بهم، أرسله عبد الملك بن مروان للتخلص من عبدالله بن الزبير وزوده بجيش ضخم حاصر مكة وقتل ابن الزبير الذي احتمي بالكعبة المشرفة وصلبه ثم ارسل الي امه من يقول لها ان تأتيه او يرسل اليها من يجرها من قرونها، فقالت والله لا آتيك حتي تبعث الي من يسحبني من قروني، فلما رأي منها ذلك ذهب اليها وقال لها: كيف رأيتني صنعت بولدك عبد الله؟ قالت رأيتك افسدت عليه دنياه وافسد عليك آخرتك، وقد بلغني انك عيرته بابن ذات النطاقين، وقد كان لي نطاق اغطي به الطعام لرسول الله صلي الله عليه وسلم من النمل ونطاق لابد للنساء منه، فانصرف الحجاج من امامها ولم يراجعها في كلمة، ومن ضحايا الحجاج سعيد بن جبير الذي امر الحجاج بقتله بعدما ظفر به. وقبل ان يذبح ابن جبير علي النطع دعا ربه قائلا "اللهم لا تسلطه علي احد يقتله بعدي" ولم يعش الحجاج بعدها الا خمس عشرة ليلة واصيب بما يشبه سرطان المعدة ومات بسببه، ترك الحجاج وصية كتب فيها.. هذا ما اوصي به الحجاج، انه يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله، وانه لا يعرف الا طاعة الوليد بن عبد الملك، عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث يوم الدين..