اسمع كلامك أصدقك اشوفك وانت مسحول استعجب ! كلام غريب وعجيب قاله المواطن المصري الذي اصبح حديث الناس في مصر وكل وسائل الإعلام المصرية والعربية والعالمية، المدعو: حمادة صابر. ماذا قال؟. فاجأنا حمادة بحكاية مضحكة إلي حد البكاء عندما برأ رجال الشرطة الذين أحاطوه وسحلوه في الشارع علي مسمع ومرأي من عدسات التليفزيون وقال إنهم لم يفعلوا شيئاً من هذا كله بل إنهم حاولوا إنقاذه من طلقات الخرطوش التي كان يطلقها المتظاهرون عليه. وبرر المشهد الشائن بأن رجال الشرطة كانوا يجرونه بعدما رفض أن يذهب معهم ليحتمي بسيارة الشرطة من المتظاهرين، وإن خلع ملابسه كان بسبب مقاومته لرجال الشرطة خوفاً من أن يحتجزوه ويضعوه في السجن!. هل إلي هذا الحد يغير الخوف الإنسان ويجعله جباناً مستهيناً بإنسانيته وكرامته ؟ ما الذي حدث في مستشفي الشرطة ؟ وكيف جعلوا المسحول ينطق بعكس ما حدث؟ هل كان الترهيب أم الترغيب هو أسلوب الحرب النفسية الذي استخدموه معه؟.. لقد استمعت إلي مواجهات ساخنة جرت بينه وبين ابنته راندا وكانت مواجهة مؤلمة وموجعة حيث كانت الابنة تحاول أن تعيد الكرامة إلي والدها وتستحلفه أن يقول الحقيقة مهما كان الثمن وكذلك فعل ابن شقيقته في مكالمة تليفونية أخري، ذكر فيها أن أهله بالصعيد قد تبرأوا منه، بعدما هانت عليه نفسه واشتري حياته بكرامته. إنه مشهد لا يمكن إلغاؤه أو نسيانه مهما حاول المجني عليه نفيه. إنه دليل جديد علي أن قمع المؤسسة الأمنية في مصر لا يزال مستمراً وأن التعذيب بصوره المختلفة للمواطنين الأبرياء وسيلتهم الوحيدة للسيطرة والاستقواء بالسلطة، وهذا لن يستطيع حمادة أو غيره ممن يتعرضون لغسيل المخ الأمني أن ينفيه أو يقنعنا بعكسه. الدليل والقرينة هما أدوات العدل والدليل أمامنا واضح بالصورة وهي صورة ليست مدسوسة ولا "فوتوشوب" إنها صورة بعدسة تليفزيونية لقناة مصرية محترمة هي قناة الحياة التي انفردت بتصوير هذه الجريمة في حق كل مواطن مصري. لذلك نطلب من وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أن يجري تحقيقاً حقيقياً ويحلل مع أجهزة البحث الجنائي هذا الدليل الصارخ الواضح الذي لا يقبل تفسيرين وألا يعتمد علي أقوال مواطن مرعوب.. فمهما كانت الدوافع والضغوط التي يواجهها رجال الشرطة هذه الأيام في مهمتهم الصعبة للسيطرة علي الشارع المنفلت لا يجوز أن نترك جريمة شاهدناها جميعاً دون عقاب أو حساب للضباط والجنود الذين شاركوا في هذه الجريمة لأنهم يشعلون نار الكراهية بين المواطن والشرطة ولابد أن يكون الوزير نفسه حريصاً علي ذلك إذا كان يريد استعادة ثقة المواطن بالشرطة. نحن نحتاج إلي شرطة تحمينا وتمنحنا الأمان والخروج من هذه الفتنة لن يكون إلا بالحسم وهذا ما ننتظره منك يا وزير الداخلية.