الدنيا ليست محسنا كبيرا يوزع العطايا علي البؤساء والفرقاء والمتنافرين، إنها آلة ضخمة يجب أن نضع فيها جهدا لتدور تروسها وتعطينا.. ومن الممكن أن نعطي في أول الأمر ولا نأخذ.. فيجب أن نكرر العطاء والجهد والعمل حتي تتحرك الحياة وتبتسم معها الدنيا وتمنحنا بعض ما نريد. وما شهدته ملاعبنا علي مدار اليومين السابقين من عودة للحياة الكروية، بعد غياب استمر أكثر من عام لم يأت صدفة أو ضربة حظ أو بالفهلوة، وإنما بالإرادة الجماعية لمنظومة متكاملة وصلبة قوامها وقامتها دولة مصر بداية من رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي ومرورا بوزراء الدفاع والداخلية والرياضة ولجنة الشباب بمجلس الشوري واتحاد الكرة وجمهور مصر بمختلف انتماءاته وألوانه والاعلام الرياضي المكتوب والمسموع والمرئي.. المنظومة كلها توحدت علي قلب رجل واحد- وأتمني استمرارها بنفس القوة والصلابة والحب لتعلن للعالم كله عن عودة مصر الرياضية ولتبعث برسالة طمأنينة للتأكيد علي أن مصرنا لاتزال حضن الأمن والأمان.. ولاتزال قادرة علي انجاز أي شئ إذا أرادت. البعض كانوا يتوقعون أن عودة الدوري مجرد سراب.. ومن شدة يأسهم وتشاؤمهم تحول في نظرهم الميل الواحد الذي كان يفصلنا عن عودة المسابقة الأم الي ملايين الأميال، وآخرون تعرضوا لانتقادات حادة من فرط تفاؤلهم أبرزهم العامري فاروق وزير الرياضة ود.رائد زهر الدين وكيل لجنة الشباب بالشوري وجمال علام رئيس اتحاد الكرة كانوا يؤكدون باستمرار أن هناك أمتار تفصلنا عن عودة المسابقة.. والفارق بين المجموعتين، تماما مثل الفارق بين اليائس والمتفائل.. الميل الواحد في نظر اليائس هو ألف ميل، وفي عين المتفائل بضعة أمتارا..اليائس يقطع نفس المسافة في وقت طويل لأنه ينظر للخلف، والمتفائل يقطعها في وقت قصير لأنه ينظر الي الغد.. والذين يمشون ورؤسهم إلي الخلف لا يصلون أبدا..ليت كل المصريين ينظرون دائما للغد بتفاؤل وللأمام بأمل !!