محيى عبدالرحمن كان ابو الدرداء تاجرا مشهورا، فلما اسلم تفرغ للعلم والعبادة..يقول ابوالدرداء: اسلمت مع النبي "صلي الله عليه وسلم"وانا تاجر، واردت ان تجتمع لي العبادة والتجارة فلم تجتمعا، فتركت التجارة واقبلت علي العبادة، وما يسرني اليوم ان ابيع واشتري فأربح كل يوم ثلاثمائة دينار حتي ولو يكون حانوتي »دكاني« علي باب المسجد، الا انني لا اقول لكم ان الله حرم البيع ولكني احب ان اكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.. دخل عليه عمر ابن الخطاب يوما فلم يجد في بيته غير فراش من جلد وكساء رقيق لا يحميه من البرد فقال له رحمك الله، الم أوسع عليك؟! فقال: ابو الدرداء اتذكر حديثا حدثناه رسول الله، فقال عمر اي حديث؟ فقال "ليكن بلاغ احدكم من الدنيا كزاد الراكب"قال نعم، فقال ابوالدرداء: فماذا فعلنا بعده يا عمر؟.. ومر ابو الدرداء علي اناس يضربون رجلا ويسبونه فسألهم ماذا فعل؟ فقالوا اذنب ذنبا، فقال ارأيتم لو وجدتموه في بئر اكنتم تخرجونه منها؟ فقالوا نعم نخرجه، قال فلا تسبوا اخاكم واحمدوا الله الذي عافاكم، فقالوا الا تبغضه وتكرهه؟! فقال انما ابغض عمله، فإن تركه فهو اخي.. وكان يقول في دعائه "اللهم اني اعوذ بك من شتات القلب" فسألوه وما شتات القلب يا ابا الدرداء؟ فقال ان يكون لي في كل واد مال.. عندما فتحت قبرص وحملت الغنائم الي المدينة رآه الناس يبكي، فقال له جبير بن نفير: ما يبكيك في يوم اعز الله فيه الاسلام واهله؟ فقال ويحك يا جبير، ما اهون الخلق علي الله اذا هم تركوا امره، كانت امة ظاهرة قاهرة لها الملك، تركت امر الله فصارت الي ما تري.. توفي ابو الدرداء عن عمر ناهز 72عاما ودفن في مدينة الاسكندرية بمصر، رحم الله ابا الدرداء والحقنا به علي الايمان .