"نفسي أشوف نورك يا رب".. ظلت آمال تناجي ربها وتتوسل اليه هي تحت الأنقاض.. لاتصدق انها مدفونها أسفل بيتها الذي طالما احتواها هي واحباءها.. كان الدعاء حارسها وسندها في محنتها التي امتدت 10 ساعات متواصلة.. اراد الله ان تخرج حية من تحت ركام المنزل الذي انهار فوقها.. "الاخبار" زارت آمال بدر مصطفي السيدة الخمسينية.. التي انقذتها العناية الالهية من الموت المحقق بعد ان انهار منزلها بمنطقة المعمورة فوقها.. وكاد "بلدوزر التنقيب" ان يشقها نصفين لولا عناية الله.. تحولت الممرضة آمال التي تعمل بمستشفي طوسون إلي أحد المرضي بعد الحادث كانت آمال في حالة انهيار تام منذ الامس.. أخفي عليها اهلها وفاة والدتها وابنتها وحفيديها الاثنين.. ولكن قلبها اخبرها رغم كل شئ.. كانت تصرخ في هيستريا " ولادي فين.. أمي فين.. متخبوش عليا " وعندما يواسيها اقاربها واصدقاؤها تزداد بكاء وتقول "امال لابسين اسود ليه.. وتعود لتغلق عينها وتردد " يا رب يا رب".. " لا اله الا الله محمد رسول الله ".. كانت هذه هي نفس الجملة التي كانت ترددها بكثرة تحت العقار.. تروي مأستها وقصة نجاتها لفريق "الاخبار" قائلة " كنت نائمة وقت وقوع الحادث.. وكان موجودا في البيت معي امي وولاد ابني الكبير قاعدين في الصالة وابني الوسطاني كان نايم في حجرته فجأة صرخ ابني الكبير "الحقي يا ماما البيت بيقع ".. تخنقها دموعها وهي تتذكر الحادث وتتابع "معرفش جريت إزاي كنت علي الباب وملحقتش أطلع.. شعرت حينها ان البيت كله نزل عليا وشعرت بالثقل علي نصفي الأسفل ولم اشعر بأي شيء".. تستكمل "عندما فتحت عيوني كان الظلام يحطيني ولكني أحسست بالسقف فوقي.. وكانت كنبة "الانتريه" فوق وسطي.. وجدت نفسي غير قادرة علي الحركة.. فقط يمكني ان احرك يد واحدة بشكل محدود".. وظللت أردد نفسي اشوف نورك يا رب ".. ظللت ازيح بأصابعي الصغيرة التراب والحجارة الصغيرة المتراكمة علي وجهي.. كنت اشعر بالحديد علي خدي.. ولكني تابعت حتي وجدت متنفسا ضيقا للهواء.. وهوما ساعدني في البقاء حية لمدة اكثر من 10 ساعات تحت انقاض البيت.. كنت استعين بالله واقول بكل قوتي لا اله الا الله محمد رسول الله.. اتمني أن يسمعني احد.. وكنت اسمع سيدة بجانبي تحت الانقاض ايضاً تردد الشهادة والدعاء مثلي.. كنا نُصبر بعضنا.. ولكن انقطع صوتها فجأة فأدركت انهم انقذوها.. عندما تعالت اصوات وصيحات المسعفين فوقنا.. وبدأت أشعر بالبلدوزر يرفع الانقاض من فوقي كاد يلمس وسطي ويصيبني ويجرح جسدي فحركت اصابع يدي بسرعة كي استنجد بالمسعفين.. والحمد لله شاهدوني.. وانقذوني.. وذهبوا الي المستشفي التي اعمل بها.... وأخبرني الاطباء اني اعاني من كسر في الحوض ورضوض وكدمات في الوجه والجسد.. ".."انني احمد الله لا اريد سوي ان اطمن علي باقي اسرتي اين هم الآن ولا اعرف اين سنسكن ليس لدي سكن آخر.. منه لله المقاول ظل يقوم بتعلية المنزل ليكسب.