مديحة عزب بعد أن دخلت مصر مرحلة جديدة في تاريخها السياسي، وودّعنا التزوير في الانتخابات إلي الأبد وأصبحت صناديق الاقتراع تعبر عن إرادة الناخب المصري ( أوهكذا نرجو). فهل نأمل في تطبيق التجربة الهندية في الانتخابات والتي تغلق باب التزوير بالضبة والمفتاح.. خاصة ونحن علي أبواب الانتخابات البرلمانية الجديدة ؟ ولمن لا يعرف فالتجربة الهندية ذات الخبرة المتميزة في هذا المجال.. تعتمد علي التصويت الالكتروني كضمانة مؤكدة لمنع التلاعب نهائيا سواء أثناء عملية التصويت أو أثناء فرز النتائج.. والميزة الأساسية في ماكينات التصويت الالكتروني هي بساطتها وسهولتها في الاستعمال من قبل الناخبين وخاصة غير المتعلمين، وذلك لاعتمادها علي صور المرشحين بجانب الرموز الانتخابية والأسماء بحروف بارزة، كما أنها تتميز بقدرتها الذاتية علي الحماية من عمليات الاختراق الخارجي بحيث يستحيل وضع برامج مسبقة للتلاعب في النتائج مثلما يحدث في صناديق الاقتراع العادية، تتميز أيضا هذه الماكينات بإمكانية طباعة النتائج النهائية في التصويت في صورة ورقية تستخدم كمستندات رسمية.. الحقيقة أن أحزاب وقوي سياسية مصرية عديدة قد رحبت بمقترحات لإجراء الانتخابات عبر التصويت الالكتروني وذلك وفقا لاستطلاع رأي أجرته وكالة أنباء الشرق الأوسط في أبريل 2011 عقب ثورة يناير المباركة، ولا أدري ماذا حدث بعد ذلك ولماذا لم نعد نسمع شيئا جديدا في هذا الموضوع وكأنه أصيب بالسكتة الدماغية، هل هوحبنا للمشاكل ؟ هل هوإدماننا للقيل والقال وتوزيع الاتهامات جزافا هنا وهناك بالتزوير مع كل إنتخابات نجريها في مصر بلد العجائب.. لماذا لا نأخذ بالتصويت الالكتروني خاصة وأنه لا يزال لدينا الوقت لإيفاد متدربين للهند أولاستقدام الخبراء الهنود لتدريب الكوادر المصرية المطلوبة.. أثق أننا لوطبقنا التجربة الهندية في التصويت الالكتروني فسوف نغلق باب التزوير إلي الأبد.. الناخب المتعلم والجاهل الأستاذ محمد علاء الدين زايد ( وزارة الخارجية ) : كتبت تسألني عمّا كنت أعنيه عندما طالبت في يوميات سابقة بعدم المساواة في عملية التصويت بين الناخب المتعلم والناخب الأمي.. وقلت أن هذا المطلب يطيح بمبدأ المواطنة.. يا أستاذ محمد أنا لم أطلب حرمان المواطن الأمي من التصويت.. إطلاقا.. وإلاّ بالفعل أكون هادمة لمبدأ المواطنة وضاربة به عرض الحائط، ولكني طالبت فقط بعدم المساواة في عملية التصويت بين الناخب المتعلم والناخب الجاهل، وأقصد بالمتعلم هوذلك الذي حصل علي قسط ولومتوسط من التعليم يمكنه من القراءة والاطلاع ومتابعة الأحداث المحيطة بالدرجة التي توفر له حدا أدني من الوعي الكافي يمنعه من أن يقع تحت تأثير الغير، أمّا الشخص الجاهل فهوذلك الذي لا يفك الخط أوبالكاد يفكه، حيث يسهل جدا التأثير علي هذه النوعية واللعب بدماغها وشراء أصواتها بالرشاوي الانتخابية.. يا أستاذ محمد قد يتهمني البعض بتقديم فكرة خيالية ولكن صدقني هي عين العدل وأكرر : هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟