عطب أصاب »الريسيفر« نتج عنه هبوط اضطراري دفعني لمشاهدة قنواتنا الارضية.. ورب ضارة نافعة، فقد كانت فرصة لالتقاط الانفاس من الانتقال رايح جاي بين الفضائيات المتناثرة علي النايل سات.. والحصول علي هدنة - ولو مؤقتاً - من برامج التوك شو التي اصابت عقولنا »بالتوهان« ناهيك عن الصراع المزمن من كثرة الثرثرة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولكنها تزيد من اوجاعنا وتضيف الي رصيدنا في بنك القلق علي مستقبل وطن يئن ويتوجع!! ولذا أستحسن قرار صلاح عبد المقصود وزير الإعلام برفع البرامج التي تنتمي إلي نوعية التوك الشو من علي خريطة العرض، والاكتفاء ببرنامجين أو ثلاثة فقط علي الشاشة بعد تطويرها وتدعيمها بجميع الامكانيات التي تجعلها قادرة علي التواجد والمنافسة في نفس الوقت مع الفضائيات الاخري المدعومة ماديا، فالعبارة ليست بالعدد والكم ولكن بالكيفية والتحلي بالمهنية والقدرة علي التأثير وجذب المشاهدين، وهي عناصر لو تحققت قادرة علي النهوض بالشاشة والارتقاء بمستوي برامجها، ولكن المهم أن ندقق في اختيار المذيع -او المذيعة- الذي يحظي بالجاذبية أو »الكريزما« أسوة بالراحلين عن ماسبيرو لدوافع مادية أو مهنية!! أما عن قناتنا الثانية فقد استطاعت جذب شرائح كبيرة من المشاهدين وتحديداً في فترة الثانية صباحاً التي خصصتها لعرض افلامنا العربية القديمة وخاصة الكوميديا.. وهي فترة تجعلنا نستعيد فيها زمن الماضي الجميل بكل روائعه الفنية التي كاد يطمسها ندرة الموهبة والتكالب علي المادة والاجور التي تصب في خانة الملايين بدلاً من المئات والالاف المعدودة التي قدمت لنا رصيداً من الروائع مازات تحظي بالمشاهدة حتي الآن!!