عكس ما يري البعض من رؤية قاتمة وظلمة حالكة لما يموج به الوطن من أحداث وانقسامات وصراع سياسي وأخلاقي واجتماعي أخطر ما فيه توظيفه لأغراض شخصية وتغليفه بالوطنية. رغم كل ذلك أري ضوءا في نهاية النفق المظلم الذي تمر به البلاد، وان شاء الله ستصل سفينة الوطن الي بر الامان وستصبح تلك الاحداث في حكم التاريخ مسجلة علي صفحاته وبين كتبه لتقرأها الاجيال القادمة وتتعلم منها الدروس والعبره أيا كانت بحلوها ومرها ونترك الحكم لهم علي من صنعوها. أما عن أسباب تفاؤلي فأولها ان الذي نراه ونعيشه بين جنبات الوطن وميادينه رد فعل طبيعي لبلد كان أشبه بالقدر المكتوم علي النار ثلاثين سنة ثم فجأة حدث ما لم يكن في الحسبان وجاءت ثورة أزاحت النار من تحت القدر وفتحت الغطاء قبل ان ينفجر وهو ما نراه من ضبابية الرؤية واختلال الموازين واختلاط الحابل بالنابل وانطلاق البخار من القدر بسخونته ربما يؤذي اليد التي امتدت لتخلع النار وتزيح الغطاء ولكن لا يلبث ان يعود الهدوء وتستقر الأوضاع وتتضح الرؤية وتعالج الإصابات ويعرف الناس الزبد الذي يذهب جفاء ويحقرونه ويتمسكون بما ينفع الناس والذي سيمكث في الارض ويقدرونه وذلك رغم سعي البعض لاستمرار تلك الاوضاع التي يجيدون فيها الرؤية والصيد. مصر محفوظة كانت كل المعطيات في الشهرين الاخيرين وبعد اشتداد الظلمة ووصول الامور الي ذروتها في الصراع السياسي الدائر تصب في سياق اندلاع اعمال عنف مهلكة منها ماهو مدبر ومنها ما هو عفوي. وكان هناك الكثير ممن يؤججون النار ويصبون عليها الزيت، ويهيئون الاجواء كذبا وافتراء لنشوب حرب اهلية. وقضينا أياما وليالي نضع ايدينا علي قلوبنا وندعو الله ليل نهار ان تنقشع الظلمة وتذهب الغمة وان تخرس الألسنة التي تتربص بالوطن وهم آمنون بنفوذهم وقصورهم وأموالهم التي ينفقونها في سبيل حرق الوطن، وحمي الله البلد وخرجنا بأقل الخسائر وحفظ الله مصر آمنة مطمئنة بشعبها البسيط الغلبان. وأمر آخر يؤكد ان الله سبحانه وتعالي يكلأ مصر بعنايته ويدعو الي التفاؤل.. أنه وبعد سنتين من الاعتصامات والاضرابات والاحتجاجات والفوضي المنظمة والتي لن تكون أبدا خلاقة وبعد وقف الحال وعطلة الشركات وهروب الاستثمار وتوقف المصانع وجاء ذلك بعد سلب ونهب منظم طوال عقود عديدة ورغم كل ذلك لطف من الله ان يجد 09 مليون فم ما يأكلونه ويشربونه. أليس ذلك خارجا عن كل الحسابات والنظريات؟ سنة كونية من سنن الله الكونية ان من طلب السلطة أوكلت اليه ومن لم يطلبها أعين عليها، ورئيس مصر لم يطلبها ولم يسع اليها بل كان احتياطيا كما يتندرون إذن فهي التي جاءت اليه، لذلك كان حقا علي الله ان يعينه علي حمله الثقيل ويرزقه التوفيق للعبور بالوطن الي الاستقرار والرفاه، وهذه الاعانة لاتجافي انه بشر معرض للخطأ غير المقصود ولكن ما رأيناه من حملة اعلامية شرسة من بعض المعارضين المناوئين للرئيس ولمشروعه وصلت الي النيل منه شخصيا بطريقة فجة تدل علي فجر في الخصومة واختلاق أكاذيب وافتراءات لا تحصي، الا انه لم يغضب لنفسه ولم يستفز اعلاء لمصلحة الوطن وتفويتا للفرصة وهذا من توفيق الله له . والآن وبعد الانتهاء من الدستور أري الضوء في آخر النفق يبدو ساطعا استعدادا لأن ينبلج الي ضوء الشمس في رابعة النهار في الطريق الي استكمال مؤسسات الدولة وبناء مصر القوية بإذن الله.