يحكي أن أحدهم سأل آخر - تحت تهديد السلاح - " أنت معنا ولا مع دوكهم ؟! " ... رد الاخر مذعورا معاكم ... معاكم ... فما كان من أحدهم الا أن أخبره بصوت غليظ " إحنا دوكهم " ! . حالة من الضحك الاسود إن جاز التعبير أو البكاء بطعم الضحك وصلت الي حد الهستيريا ... انتابتني وأنا أشاهد معارك الكر والفر أمام قصر الرئاسة أو الاتحادية اليومين الماضيين ... تساءلت معها عن الكيفية التي يعرف بها أفراد الفريقين بعضهما البعض حتي لا يعتدي أحد الفريقين علي أفراده علي طريقة " النيران الصديقة " التي برع فيها جنود الاحتلال الامريكي خلال غزوهم الاخير ومازال للشقيقة " العراك" أقصد العراق . لا أدري علي وجه الدقة أي شعور انتاب هؤلاء وهم يقتلون بعضهم البعض ؟ ... أي يد سمحت لصاحبها أن تمتد الي أخيه المصري من نفس دينه وملته وربما جيرته ليسفك دمه و يقتل نفسا حفظها الله من القتل الا بالحق ؟ ... أي دين هذا الذي يسمح لك بقتل أخيك ؟ ... هل مجرد الاختلاف في الرأي أو الرؤية يبيح لك قتل أخيك ؟ . " لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ... إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ. أو قال رب العزة سبحانه وتعالي " مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا " . هل تحولنا الي قوم شواذ ... ليس منا رجل رشيد ؟ ! ... أعتقد أن أي " انسان" عاقل سيجيب بالإيجاب وهو يري هؤلاء من هنا وهناك يقتتلون في غباء لا يحسدون عليه ومن يحركونهم هناك علي مقاعدهم الوثيرة بعيدا عن مرمي النيران والحجارة وقنابل " المولوتوف " ... أو يجلسون في الظل يحلمون " بالكرسي " ولتذهب حياة الوطن والمواطن " المضحوك " عليه الي الجحيم ! . قال رسول الله ذ صلي الله عليه وسلم » من حملَ علينا السلاحَ فليسَ منا".