ليلة عصيبة عاشها أهالي منطقتي سيدي جابر و سموحة بالإسكندرية استمرت حتي الساعات الأولي من صباح أمس..الأصوات المفزعة لطلقات قنابل الغاز وأصوات أقدام الحشود من مئات المتظاهرين في حالات الكر والفر مع جنود الأمن المركزي وتجميع الحجارة من الأرصفة في الشوارع الجانبية والشائعات عن حرائق قد يشعلها الغاضبون..وصرخات الإغماء للفتيات من المشاركات والعابرات بالصدفة للمنطقة الحيوية خلف محطة قطار سيدي جابر وإغلاق جميع المحلات التجارية أبوابها والرائحة الخانقة للغاز المسيل للدموع التي تسللت لجميع المنازل في أبراج سيدي جابر وسموحة وتقسيم القضاة. وأصيبت منطقة سموحة وأسواقها التجارية بحالة من الشلل وهو ما تسبب في حبس ما يقرب من 50 ألف مواطن خلف أبواب البيوت المغلقة المحيطة بالمقر الرئيسي لحزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين بالإسكندرية ومنعتهم من الخروج حتي للضرورة .. من جهة أخري تعرض أبو العز الحريري المرشح السابق لرئاسة الجمهورية لاعتداءات في ساعة متأخرة من مساء أول أمس من بعض أنصار جماعة الإخوان المسلمين بعد توجهه إلي محيط مقر المكتب الإداري للجماعة بالإسكندرية لمقابلة مدير أمن الإسكندرية في محاولة لتهدئة الأجواء المشحونة.. وقال الحريري إنه قام بالتواصل مع مدير أمن الإسكندرية للإفراج عن الشباب الذين تم القبض عليهم خلال الأحداث بعد أن استغاث به عدد من أهالي المصابين وسكان المنطقة..وأضاف أن مدير الأمن طلب منه الحضور ليقوم بتهدئة المتظاهرين والإفراج عن الشباب المقبوض عليهم..وأوضح أنه بمجرد وصوله إلي المنطقة بصحبة زوجته وجد أعداداً كبيرة من أنصار جماعة الإخوان المسلمين بمحيط المنطقة لمنع وصول المتظاهرين إلي مقر الجماعة..وتابع :" أبلغتهم أني قادم بناء علي طلب مدير الأمن لتهدئة الأجواء المشتعلة ,وما أن تعرفوا علي هويتي حتي قاموا بالاعتداء علي وزوجتي وقاموا بتهشيم سيارتي بحضور القيادي الاخواني صابر أبو الفتوح"..وأشار إلي أن العناية الإلهية أنقذته من موت محقق لولا تدخل مدير أمن الإسكندرية اللواء عبد الموجود لطفي "..وتابع الحريري روايته لحادثة الاعتداء عليه قائلا :" إن مدير أمن الإسكندرية أبلغهم أن أبو العز الحريري جاء ليهديء الأوضاع في المنطقة ولكنهم لم يقتنعوا بحديثه "..بينما برر الإخوان موقفهم بأن الحريري تم القبض عليه أثناء قيامه بدفع مبالغ مالية للتحريض علي حرق مقراتهم..وكانت عمليات الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن التي احتشدت لتأمين المقر الرئيسي للمكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية قد استمرت حتي ساعات مبكرة من صباح أمس.