في برنامجه رئيس التحرير بإحدي الفضائيات المصرية.. وبعد ذلك في قلم رصاص.. ليست طائشة.. ولكنها تحدد الهدف وتصل الي أبعد مسافة، حتي لو كانت مقر حكم أي نظام عربي.. وكان في مقدمتها النظام المصري. لم يتحمل أي نظام طلقات كلام قنديل، رفض الضغوط أو الاملاءات.. رفض الاغراءات أو التحذيرات.. واختفي محترما عن أي شاشة عربية.. ظهر في ثورة مصر.. بكل قوة وجرأة.. حتي كانت طلته المفاجئة مع الشاب وائل غنيم، في مؤتمر صحفي كبير يوم 22 يوليو ومعهم مجموعة من اعضاء ما سمي حينذاك »الجبهة الوطنية لحماية الثورة«.. وكذا مجموعة معروفة من قيادات جماعة الإخوان المسلمين.. كان ظهوراً مفاجئا صادما وغريبا من »جمع الشامي علي المغربي«.. مؤشرات محيرة ومربكة.. تحدثوا وأفاضوا عن دعمهم لمرشح الجماعة.. بعد تعهدات قوية نحو دولة مدنية ديمقراطية تحقق العدالة وتحمي حقوق الانسان. لم يخفف من وطأة الصدمة غير تاريخ حمدي قنديل.. شخصية وطنية بارزة.. لا تعرف التبعية لا داخلياً ولا خارجياً. وتعاملنا مع الموقف علي اساس أنه في إطار التكتيك الانتخابي للإخوان.. والبعض كان يراه مؤشر سوء لايحاءات خارجية في انتخابات الرئاسة المصرية. توالت الأيام.. وبدا من الأقوال والأفعال.. ان الأمور تسير عكس ما أعلنه قنديل وغنيم.. واستمر صمت الجبهة الوطنية لحماية الثورة.. إلا من القليل النادر من التصريحات المعبرة عن الإحتجاج.. واصبحت مقتنعاً بقدرة الإخوان علي الالتفاف والإقناع حتي لم يعتبرهم المواطن شخصيات فكرية واعية.. وهو أمر سييء يخصم من رصيد هذه الشخصيات.. وحسنا فعل حمدي قنديل باعتذاره المنشور للشعب المصري عن الفخ الذي وقع فيه.. وهو الاعتذار الذي كشف فيه عن جزء مما دار من لقاءات اسفرت بينهم عما يشبه »إتفاق فيرمونت« نسبة الي الفندق الذي كانوا يلتقون به وفيه »غرر بهم«.. وليس غمرهم الحماس كما قال قنديل..؟!