د. سمية سعد الدين كل سنة وأنتم طيبون وعيد سعيد يحمل لكم بإذن الله كل البشر والفرح، وكل التفاؤل، وكل ماهو رائع، وكل ماهو قادر علي التأليف بين قلوبنا نحن المصريين.. أقولها .. وأنا أتضرع لله في هذه الأيام المباركة التي يتيقن من معناها ، كل مسلم ومسلمة من المسلمين الحقيقيين، الملتزمين بروح الدين لابشكله، وبعمق الدين لا بمظاهره، المسلمين الذين يدركون وهم يحتفلون اليوم بأكبر عيد لهم، أن رغبة الله فيه ومنه هو أن تتجمع قلوب كل المسلمين وحجيجهم علي قلب رجل واحد، وعلي كلمة حق واحدة أمام الله، وعلي عهد واحد أمام الله، وعلي شهادة واحدة أمام الله، وعلي نهج واحد أمام الله، كلمة وعهد وشهادة ونهج يوحد بين المسلمين ولايفرقهم، ويؤلف بين قلوبهم لايشتتها، ويصيغ علاقاتهم الطيبة بينهم وبين كل أهل الديانات السماوية ولا يُبددها، ويحفظ لأمة الإسلام سلامها، لايُمزقها، ويضرب للعالم أفضل الأمثال بنا، ولا يشمتّها فينا! أما وأن العيد اليوم وبشراه قد تصادف توقيته ومصر حبيبتنا تمر بمنعطف خطير قد يأخذ منا إلي مشهد مؤسف من الانقسام يقودها للسقوط في هوة سحيقة قد لانتمكن إذا ماتمادينا في السير علي طريق الشوك أن ننتصر لها،فإن معني عيد الأضحية هنا، يأتي إلينا وهو يحمل لنا رسالة إنسانية ودينية ووطنية مختلفة، قد لاتعني الاكتفاء بتقديم الأضحية لله سبحانه وتعالي، بل تقديم التنازلات من كل الأطياف حتي لاتكون مصرنا هي الأضحية التي يقدمها الفُرقاء لأعداء الوطن المتربصين بنا في عيدنا نحن، كي يحتفلوا بأعيادهم هم علي جثة وطننا( لاقدر الله) ! إذن فدعونا ندعو الله في هذه الأيام المباركة أن يكون عيدنا عيدا لمن أراد إتقاء الله منا وفينا وفي مصرنا، ولمن أراد أن يسجد طائعا لله، ملتزما بطريق الامتثال، ملتحما بالتقوي، منسجما بالإيمان، عارفا لمعني التضحية من أجل إحلال كلمة السلام بمعناه الشامل لصالح الإسلام الوسطي الحق، ولصالح الوطن، ولصالح المواطن المصري بكافة فئاته،ولأولادنا وأجيالنا القادمة، دعما لأمل لمّ شمل الأمه علي نقاط التفاهم والتراحم، وبناء المستقبل. اللّه ليس بحاجة منا للحم ودم أضحية نقدمها له،بل في حاجة منا للحُمة وطنية ولحقن دماء إنسانية . مسك الكلام.. إذا ضيعنا مصر.. فلن نكون إلا مجموعة من اللقطاء.. لاأب لهم ولا أم ولاوطن.. ولكن يبقي أمل بزوغ الفجر رغم حلكة الظلام!