في »شوط النسيان« تجسدت »العقدة« هكذا كانت محصلة المباراة الودية الأخيرة للمنتخب المصري أمام تونس مساء أمس الأول باستاد مدينة زايد الرياضية بالعاصمة أبوظبي، في ختام معسكره التدريبي بالإمارات، والذي لعب خلاله تجربتين مع الكونغو، وحسمها لمصلحته بثلاثية أبوتريكة وجدو، وتونس وخسرها بهدف زهير الذوادي، وجاء أداء اللاعبين خلال ودية "نسور قرطاج" متفاوتاً، حيث قدم اللاعبون عرضاً باهتاً وضعيفاً للغاية في الشوط الأول، مما سمح للتوانسة بالسيطرة علي مقاليد الأمور وتهديد مرمي الحارس عصام الحضري مراراً وتكراراً، والنجاح في إحراز هدف »ملعوب«، عندما كسر الذوادي مصيدة التسلل، وسجل بمهارة عالية وبرود أعصاب في الشباك المصرية، ولم يتدخل الأمريكي بوب برادلي مدرب المنتخب لتصحيح الأخطاء، مما سمح لتونس بمعاودة المحاولات، وكاد شادي الهمامي أن يضيف الهدف الثاني ل"نسور قرطاج" من خطأ دفاعي جديد ومتكرر ل "الفراعنة"، ولكن الكرة مرت مباشرة من فوق الشباك، ووضح أن هناك تداخلاً في أدوار الثلاثي أبوتريكة ومحمد صلاح وشيكابالا، وكان الأخير غائباً عن المباراة تماماً، وجاءت تمريراته مقطوعة، ومع ذلك تحسن الأداء، عندما أجري برادلي ثلاثة تغييرات مع بداية الشوط الثاني بداية من نزول آدم العبد وإسلام رمضان وعمرو زكي بدلاً من أحمد سعيد أوكا ومحمد عبد الشافي وأحمد حسن مكي، وظهر الفريق المصري أكثر خطورة وتنظيماً، وضاعت الفرص تباعاً، وكانت إحداها كفيلة بإدراك التعادل علي الأقل، خاصة رأسية أبوتريكة، والفرصة الذهبية التي هيأها أبوتريكة الذي ضرب الدفاع التونسي بتمريرة في العمق إلي محمد صلاح، وضعته في مواجهة المرمي تماماً، ولكن مهاجم بازل السويسري سدد بجوار القائم، وأجري برادلي تغييرين آخرين بنزول محمد النني ومحمد إبراهيم بدلاً من إبراهيم صلاح وشيكابالا، وسدد عمرو زكي في القائم، ومضت أحداث الشوط الثاني سجالاً حتي أطلق عمار الجنيبي الحكم الإماراتي صافرة نهاية اللقاء الذي كرس »العقدة التونسية« للكرة المصرية حتي في الوديات!. وحضر مباراة أمس جمهور غفير من أبناء الجاليتين المصرية والتونسية، كما أن بعثة المنتخب حظيت علي مدار الأيام التسعة التي قضتها في الإمارات برعاية واهتمام خاص من السفارة المصرية التي بذلت كل ما في وسعها، من أجل توفير الدعم للفريق، وفي هذا الصدد، أكد السفير تامر منصور أن استضافة الإمارات الشقيقة لبعثة المنتخب في معسكره التدريبي، ومباراتيه مع الكونغو في دبيوتونس في أبوظبي، كانت بمثابة رسالة حب ومؤازرة من المسؤولين والشعب الإماراتي الكريم لدعم الرياضة المصرية وتشجيعها للعودة إلي مكانها التاريخي عربياً وإقليمياً، وأن هذه الرسالة ليست غريبة علي شعب شقيق عهدناه دائماً، يبادر إلي كل ما هو داعم ومساند، عبر مراحل زمنية متعددة. وحول تواجد الفريق في الإمارات، قال تامر منصور إن السفارة تابعت وصول المنتخب وتدريباته، واطمأنت علي حالته العامة، وارتفاع معنوياته بصورة تؤكد أنه قادر كما كان دائماً علي إحراز البطولات، وتحقيق الانتصارات، وأنه بات علي درجة عالية من الاستعداد لمبارة زيمبابوي، وأنه سوف يسعد الجماهير المصرية والعربية التي طال شوقها للانتصارات الأفريقية الرسمية. ووجه السفير خالص الشكر والتقدير لاتحاد الكرة الإماراتي الذي هيأ كل الظروف، ووفر جميع الإمكانات التي ساعدت علي نجاح معسكر الفريق، وتحقيق أهدافه الأساسية المتمثلة في الاطمئنان علي الروح العالية للفريق، والمهارة الفنية المطلوبة لخوض غمار المباريات الأفريقية القادمة. ومن جانبه أبدي برادلي رضاه التام عن المعسكر، مؤكداً أنه حقق كل الأهداف التي وضعها الجهاز الفني، بما فيها التعرف علي مستوي العناصر الجديدة، مشيراً إلي أنه كان يدرك تماماً أن تأجيل الدوري المصري إلي أجل غير مسمي أصاب الجميع بالصدمة، وحزين للغاية لأن اللاعبين عاشوا حالة من الاحباط قبل بداية المباراة لعدم بدء المسابقات المحلية في موعدها، ومع ذلك هو كمدرب لن يقف مكتوف الأيدي، حيث يعمل علي وضع برنامج إعداد لخوض معسكرات خارجية وداخلية في الفترة المقبلة، من أجل تجهيز المنتخب لمباراة زيمبابوي في الجولة الثالثة من تصفيات المجموعة السابعة الأفريقية لنهائيات مونديال البرازيل 2014 يوم 22 مارس المقبل، وأنه بصدد عقد جلسة مع مجلس إدارة اتحاد كرة القدم لتحديد المطلوب بالنسبة للمنتخب. وقال برادلي إن تأجيل الدوري يؤثر علي اللاعبين سلبياً حتي لو علي الجانب النفسي في مواجهة منتخبات أخري جاهزة فنياً ونفسياً، ويبحث عن مباراة في الأجندة الدولية خلال نوفمبر المقبل، ومباراتين في ديسمبر ويناير استعداداً لمواجهة مارس. وبالنسبة لتجربة تونس قال برادلي إن المنتخب كان الأفضل في الشوط الثاني، ولكن اللاعبين تسابقوا في إهدار الفرص السهلة التي كانت كفيلة، ليس لإدارك التعادل فحسب، ولكن لبلوغ الفوز، وأن المدرب مهمته تجهيز اللاعبين ووضع الخطة المناسبة لأي مباراة، وليس أن يقوم بتسجيل الأهداف بنفسه!. أما عصام الحضري كابتن المنتخب فقد أشار إلي أن تجربة تونس جاءت قوية وحققت كل المكاسب الممكنة، بصرف النظر عن النتيجة، وأن اللاعبين يستحقون الإشادة علي الأداء القوي، وتحديداً في الشوط الثاني، رغم أنهم يشعرون بحالة من الاحباط لتأجيل الدوري، وأصبحوا الآن يفكرون في مستقبلهم، لأن لاعب الكرة لا يطيق الغياب عن المستطيل الأخضر، وجدد الحضري الشكر إلي رابطة نادي المريخ السوداني التي قامت بتكريمه في دبي، مشيراً إلي أن ذلك يعتبر تكريماً لمصر، وليس له بصفة شخصية. ومن جانبه قال سامي الطرابلسي مدرب منتخب تونس إن الفوز علي منتخب مصر القوي كان رسالة، وأبلغ رد علي المشككين الذين قللوا من قيمة "نسور قرطاج" عقب التعادل السلبي مع سيراليون في تصفيات كأس أفريقيا، رغم تأهل المنتخب إلي النهائيات، مشيراً إلي أن الفريق خاض تجربة أمس الأول بعقلانية وفكر كروي ناضج، خاصة أن الفريق دخل المباراة في ظل نقص عددي كبير، لظروف الإصابات وغياب لاعبي الترجي الذين يستعدون لخوض لقاء مازيمبي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا. وأبدي الطرابلسي رضاه الكامل عن التجربة، وأن ثقته لم تهتز في "نسور قرطاج" في أي لحظة، حتي بعد التعادل مع سيراليون، وجاءت التجربة قوية، وأنه يتمني أن تتكرر مثل هذه المباريات في المرحلة المقبلة، وأنه وجه الدعوة إلي بوب برادلي لأداء مباراة ودية في تونس خلال يناير المقبل استعداداً لنهائيات أمم أفريقيا، وأنه يفكر في إقامة دورة ودية دولية في هذا التوقيت ليطمئن علي حالة الفريق قبل السفر إلي جوهانسبرج، وأنه توصل إلي الملامح الرئيسية لبرنامج الإعداد لأمم أفريقيا من خلال خوض 7 تجارب في الفترة المقبلة حتي يتيح الفرصة أمام الوجوه الشابة لإثبات جدارتها بالدفاع عن منتخب تونس. وعن مشكلة يوسف المساكني التي أبعدته عن منتخب تونس، رغم أنه أحد أهم لاعبي "النسور" في الوقت الحاضر قال: المساكني وقع في بعض الأخطاء لصغر سنه، ولكننا أغلقنا ملفه، وهو لاعب كبير نعتمد عليه في المستقبل.