جلال دويدار سقوط قذائف سورية علي الاراضي التركية الملاصقة للحدود وما أسفرت عنه من قتلي وجرحي.. مؤشر خطير ينبيء عن تطور مأساوي يمهد لاندلاع حرب بين الجارتين المسلمتين سوريا وتركيا. لا جدال أن الخطأ من جانب النظام السوري وارد في إطار عمليات مطاردة قوات الجيش السوري الحر التي تتخذ من الاراضي التركية ملجأ لها تستخدمه في شن هجماتها علي قوات نظام الاسد في مناطق شمال سوريا. هذا لا يمنع من وجود شكوك في ان يكون هذا القذف المدفعي للأراضي التركية أمرا مدبرا لدفع تركيا الي التدخل عسكريا في الصراع الدائر حاليا لصالح ثوار سوريا خاصة وأن المناخ مهيأ لذلك تمشيا مع الدعم والرعاية من جانب أنقرة للجيش الحر السوري. ان ما يزيد من تصاعد الشعور بالشك توالي ردود الفعل التحريضية وغير العادية من جانب الدول الغربية اعضاء حلف الناتو الذي تقوده الولاياتالمتحدة وتتمتع بعضويته تركيا. ما يحدث يعطي احساسا بأن ما يجري ربما يكون كمينا للايقاع بنظام الاسد بالتورط في حرب مع تركيا وهو ما يمكن ان يكون مبررا للتدخل العسكري الغربي في إطار ما تقضي به اتفاقية الحلف بحق الدفاع المشترك عن اعضائه. ويبدو ان النظام السوري الذي لم يحسن التعامل مع الثورة الشعبية منذ البداية قد تنبه الي هذه الحقيقة وحاول تدارك تبعاتها بالاعتذار عن وقوع القذائف الطائشة داخل الاراضي التركية والاعلان عن اتخاذ اجراءات للتحقيق في ملابساتها. لابد هنا من التحذير بأن هذه الحرب التركية السورية اذا وقعت -معاذ الله- فانها لن تقتصر علي الدولتين وحدهما وإنما من المؤكد أن تشمل توريط ايران حليفة النظام السوري ودول عربية في المنطقة بما يعني بالنسبة للرعاة والمخططين ضرب اكثر من عصفور بمؤامرة واحدة تدفع ثمن نتائجها المفزعة الدول الاسلامية والعربية المشاركة . ليس خافيا ان يكون من بين الاهداف ايضا إحراج روسيا الحليف والداعم للنظام السوري. من ناحية أخري فانه ومع التسليم بمسئولية النظام السوري عن القذيفة التي سقطت داخل الاراضي التركية في إطار الحرب الدائرة ضد الجيش السوري الحر المتمركز هناك فان علينا ان نتذكر عمليات الاختراق العسكري التي تقوم بها القوات التركية للاراضي العراقية لمطاردة المسلحين الاكراد المسلمين المتمردين. الحقيقة ان الصورة أصبحت معقدة للغاية وتنذر بأخطر العواقب.